Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


جاءت مرحلة الدولة الكثيرية الثانية، على يد السلطان جعفر بن علي بن عمر بن جعفر الكثيري، الذي جاء من هجرته الطويلة بجاوة والهند سنة 1218م، ثم أقام أولا بهنن، وشرع يكاتب الشنافر وفهدا وأعيان السادة العلوية، ويبث الدعاة لإحياء دولة آل كثير، وقام بشراء عبيد وجندهم للقتال، ثم قوي أمره واستولى على مناطق من حضرموت، وأرسل جيوشه غربا وشرقا، وفي عهده وضع حدا للفوضى والأزمات الطائفية والنزاعات التي نشأت في عهد الدولة الكثيرية الأولى، واتسم عهد الدولة الكثيرية الثانية بالاستقرار السياسي، ثم بدأت تضعف الدولة عندما تأسست جارتها السلطنة القعيطية، حتى انتهت باغتيال السلطان منصور بن عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر الكثيري، على يد الجمعدار عوض بن محمد القعيطي عام 1274هـ، واستولى القعيطيون على شبام.

ثم جاءت مرحلة الدولة الكثيرية الثالثة، باستيلاء السلطان غالب بن محسن الكثيري على الحكم، لكنه دخل في منافسة وصراع مع السلطنة القعيطية التي بدأت تتكون في ذلك الوقت نفسه.

إلا أن السلطنة القعيطية كانت شديدة الاتساع، حيث انتزعت أجزاء كبيرة من حضرموت كانت تحت حكم السلطنة الكثيرية التي بدأت تضعف شيئا فشيئا.


جاء محمد علي باشا إلى مصر مع الجنود الذين جاؤوا لإخراج الفرنسيين منها واستطاع بعد مناورات مع المماليك والولاة والعثمانيين والأهالي أن يتوصل إلى ولاية مصر في العاشر من شهر ربيع الثاني من عام 1220هـ حتى عندما حاول الإنجليز لدى الدولة العثمانية عزله أو نقله، تمسك به العلماء والقادة، فصدر أمر بتثبيته عام 1221هـ، ثم استطاع أن يتفرد بالحكم بتخلصه من المماليك في حادثة القلعة عام 1226هـ وضرب العلماء بعضهم ببعض، فخلى له الجو وتفرد بالحكم كما يحب ويشاء.


رحل الشريف غالب بعسكره من جدة إلى مكة، ونازل أهل القصور الذين رتبهم الإمام سعود بعد عودته من حصار جدة, فتمكن الشريف غالب من إخراجهم بالأمان، واستولى على مكة.


بدأ الصدام بين آل خليفة ودولة الدرعية عام 1210هـ وعندما اشتد حصار قوات الدرعية على الزبارة ارتحل عنها أهلها جميعا وانتقلوا إلى جزيرة أورال، حيث أقاموا في قرية الجو الواقعة على أحد المرتفعات جنوبي الجزيرة التي بدأت تعرف بالبحرين، ثم تعرضوا لهجوم سلطان مسقط الذي استطاع أخذ رهائن من البحرين، فاستعان آل خليفة بالإمام عبد العزيز عام 1218هـ حيث تمكنوا بمساعدتهم من استرجاع الرهائن واستعادة الجزيرة التي أصبحت تحت حكم عمان، ومن وقتها توطدت العلاقة بينهما وخاصة عندما عاد سليمان بن خليفة إلى حكمه بمساعدة الإمام سعود بن عبد العزيز عام 1224هـ.


استطاع شجاع الملك في هذا العام أن يستولي على كابل ويخلع أخاه محمودا ويسجنه وأن يعلن عن نفسه ملكا في بيشاور، ولكن لم يلبث أن استطاع أخوه فتح خان أن يهزمه ففر شجاع إلى بلاد الهند عام 1224هـ أما أخوهم دوست محمد فبدأ يقوى نفوذه حتى استولى على كابل، ولقب نفسه أمير كابل، فاستنجد شجاع بالإنكليز الذين وطدوا نفوذهم بالهند فأرسلوا جيشا دخل كابل ونصبوا شجاع الملك حاكما عليها.


سار الإمام سعود من الدرعية بعد أن استلحق جميع رعاياه من البادي والحاضر، فنهض بجيوشه وقصد ناحية الشمال حتى نزل على قرية التنومة القريبة من القصيم فعيد فيها ونحر ضحاياه بها، ثم أرخص عربان الشمال من الظفيري وأذن لهم بالعودة إلى أوطانهم؛ لأنه يريد القفول إلى وطنه، وكان قصده أن يبغت أهل البصرة إذا بلغهم رجوعه، ثم رحل من التنومة إلى جهة الدرعية، ثم رجع عاديا إلى البصرة فوافق كتيبة خيل للمنتفق رئيسهم منصور بن ثامر، فأغار عليهم وأسر رئيسهم منصورا, ثم داهم البصرة من الجنوب وهدم جميع القباب والمشاهد التي خارج سور البلد, ثم أمر سعود أن يحتشد جنده على قصر الدريهمية لهدمه، فهدموه واستمر في حصار البصرة اثني عشر يوما ثم رحل قافلا إلى وطنه.


في الوقت الذي كانت الحرب دائرة بين الشريف غالب وعثمان المضايفي في الطائف، كان الأمير سعود بن عبد العزيز يجمع البوادي والحاضرة في السبلة الموقع القريب من بلدة الزلفي، فلما اجتمعوا إليه رحل بهم إلى الحجاز ونزل العقيق المعروف عند المعان، وكان ذلك وقت الحج, وكانت الحجاج الشامية والمصرية والمغربية وغيرهم في مكة، وهم في قوة هائلة وعدة عظيمة، فهموا بالخروج إلى سعود والمسير إلى قتاله، ثم تخاذلوا وفسد أمرهم وانصرفوا إلى أوطانهم، فألقى الله الرعب في قلب الشريف غالب وهو في مكة فلم يستقر فيها، فانهزم إلى جدة هو وأتباعه من العساكر، وحمل خزائنه وذخائره وبعض متاعه وشوكته, وترك أخاه عبد المعين في مكة يدبر شؤونها فكتب عبد المعين إلى الأمير سعود يعرض عليه السمع والطاعة وعلى أن يستبقيه في إمارة مكة، وأرسل الكتاب مع بعض علماء مكة, فلما اجتمع هؤلاء العلماء بالأمير سعود في السيل وعرضوا عليه الكتاب قبل ما فيه وأعطاهم كتابا بالأمان وموافقته على بقاء ولاية الشريف عبد المعين على مكة, ثم إن سعودا وجموعه أحرموا بالعمرة، ودخلوا مكة واستولوا عليها بدون قتال، وأعطى أهلها الأمان وبذل لهم من الصدقات والعطاء الشيء الكثير, فلما قضى سعود العمرة فرق أهل النواحي يهدمون القباب التي بنيت على القبور والمشاهد الشركية بأنفسهم ففعلوا، وكان في مكة من هذا النوع شيء كثير في أسفلها وأعلاها ووسطها وبيوتها، فأقام فيهم أكثر من عشرين يوما وأهل مكة يهدمونها، حتى لم يبق من تلك المشاهد والقباب إلا أعدموها وجعلوها ترابا!  كانت العادة أن يصلي في المسجد الحرام بالجماعة الحاضرة أحد الأئمة من المذاهب الأربعة، ثم يتلوه غيره، فأمر الأمير سعود بإبطال تلك العادة وألا يصلي في المسجد الحرام إلا إمام واحد، فيصلي الصبح الشافعي، والظهر المالكي، وهكذا بقية الأوقات، ويصلي الجمعة مفتي مكة عبد الملك القلعي الحنفي, وأمر بتدريس كشف الشبهات في المسجد الحرام في حلقة يحضرها العلماء والأهالي ففعلوا, وكان الشريف في هذه المدة يراسل سعودا، وطلب الصلح وبذل المال، وهو يريد أن يحصن جدة.


بعد أن استقرت الأوضاع في مكة، ارتحل الأمير سعود إلى جدة لفتحها، فعسكر بجيشه في الرغامة بالقرب من سور جدة، فكتب إلى أهلها يدعوهم إلى التسليم, وكان الشريف غالب قد تحصن وراء سور جدة واستعد للقتال، فدامت المناوشات بينهما أسبوعا، فلما رأى سعود حصانة جدة رحل منها ورتب جندا في قصر من قصور مكة، ثم رجع إلى الدرعية.


على الرغم من معاهدة 1210ه بين الجزائر والولايات المتحدة، فإن السفن العثمانية التابعة لإيالة (ولاية) طرابلس بدأت في التعرض للسفن الأمريكية التي تدخل البحر المتوسط، وترتب على ذلك أن أرسلت الولايات المتحدة أسطولا حربيا إلى ميناء طرابلس، هاجمت سفينتا حرب أمريكيتان تملك 35 مدفعا السفن الموجودة في ميناء طرابلس في ليبيا، إلا أن إحدى السفينتين (فلادليفيا) التي كانت تعد أكبر سفينة في العالم في ذلك الوقت جنحت في المياه الضحلة في ميناء طرابلس، وتم أسر طاقمها المكون من 300 بحار، وطالب حاكم طرابلس قرة مانلي يوسف باشا الولايات المتحدة بدفع ثلاثة ملايين دولار تقدم لهم كتعويضات قبل إطلاق سراح السفينة وطاقمها، وطالب في نفس الوقت محمد حمودة باشا والي تونس الولايات المتحدة بعشرة آلاف دولار سنويا.

وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتى سنة 1227هـ حيث سدد القنصل الأمريكي في الجزائر 62 ألف دولار ذهبا، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.


هو الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، ولد 1132هـ/1720م ونشأ في الدرعية، ونهل من علومها الشرعية، ودرس على علماء عصره، وأبرزهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العيينة، وبعد قدومه الدرعية عام 1157هـ شارك في كثير من المعارك والحروب في حياة أبيه, وبعد وفاة والده تولى الحكم سنة 1179هـ, وأكمل بناء الدولة ونشر الدعوة الإصلاحية التي بدأ بها والده الإمام محمد بمؤازرة الإمام محمد بن عبد الوهاب وتوجيهه، يقول ابن بشر: "وما يجيء إلى الدرعية من دقيق الأشياء وجليلها تدفع إليه- أي إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب- بيده ويضعها حيث يشاء.

ولا يأخذ عبد العزيز ولا غيره من ذلك شيئا إلا عن أمره، بيده الحل والعقد، والأخذ والإعطاء، والتقديم والتأخير، ولا يركب جيش ولا يصدر رأي من محمد وابنه عبد العزيز إلا عن قوله ورأيه.

فلما فتح الله الرياض واتسعت ناحية الإسلام وأمنت السبل وانقاد كل صعب من باد وحاضر، جعل الشيخ الأمر بيد عبد العزيز وفوض أمور المسلمين وبيت المال إليه.

وانسلخ منها ولزم العبادة وتعليم العلم، ولكن ما يقطع عبد العزيز أمرا دونه ولا ينفذه إلا بإذنه" وفي عهده امتد نفوذ الدولة إلى الرياض وجميع بلدان الخرج، ووادي الدواسر في الجنوب، وفي الشمال امتد إلى القصيم ودومة الجندل بالجوف، ووادي سرحان وتيماء وخيبر والعراق, وفي الشرق تمكن الإمام عبد العزيز من السيطرة على الأحساء وإنهاء حكم بني خالد فيها, والبريمي التي كانت خاضعة لحكم قطر لسنوات طويلة، وامتد نفوذ الدولة وانتشرت الدعوة إلى البحرين وعمان عن  طريق ولاء قبائل المنطقة ودفعها الزكاة لدولة الدرعية, وفي الغرب امتد نفوذ الدولة إلى شرقي الحجاز, في الجنوب الغربي وصل نفوذ الدولة إلى بيشة والليث وجازان, وقد تحقق فيها الأمن والإيمان حتى أمنت البلدان والسبل.

يقول ابن بشر: "كانت الأقطار والرعية في زمنه مطمئنة في عيشة هنيئة، وهو حقيق بأن يلقب مهدي زمانه؛ لأن الشخص الواحد يسافر بالأموال العظيمة أي وقت شاء شتاء أو صيفا، يمنا أو شاما، شرقا وغربا، في نجد والحجاز واليمن وتهامة وغير ذلك، لا يخشى أحدا إلا الله فلا يخشى سارقا ولا مكابرا.

وكانت جميع بلدان نجد من العارض والخرج والقصيم والوشم والجنوب وغير ذلك من النواحي في أيام الربيع يسيبون جميع مواشيهم في البراري والمفالي من الإبل والخيل الجياد والبقر والأغنام وغير ذلك، ليس لها راع ولا مراع، بل إذا عطشت وردت على البلدان ثم تصدر إلى مفالها حتى ينقضي الربيع أو يحتاجون لها أهلها".

وكانت دولتهم تعرف بدولة آل مقرن في الدرعية إلى نهاية عهد الإمام عبد العزيز، وفي عهد ابنه سعود الكبير، نسبت الدولة إلى اسم العائلة فعرفت بالدولة السعودية.

اغتال الإمام عبد العزيز شيعة العراق انتقاما  لما أصابهم في غزوة كربلاء قبل عامين, يقول ابن بشر: "قتل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في مسجد الطريف المعروف في الدرعية وهو ساجد في أثناء صلاة العصر؛ مضى عليه رجل قيل إنه كردي من أهل العمادية بلد الأكراد المعروفة عند الموصل اسمه عثمان، أقبل من موطنه لهذا القصد محتسبا حتى وصل الدرعية في صورة درويش وادعى أنه مهاجر, وأظهر النسك بالطاعة، وتعلم شيئا من القرآن فأكرمه عبد العزيز وأعطاه وكساه.
.
.

وكان قصده غير ذلك، فوثب عليه في الصف الثالث والناس في السجود فطعنه في أبهره، رحمه الله، أو في خاصرته أسفل البطن بخنجر كان قد أخفاه وأعده لذلك، وقد تأهب للموت فاضطرب المسجد وماج بعضه في بعض ولم يكن يدرون ما الأمر.
.
.

وكان لما طعن عبد العزيز أهوى إلى أخيه عبد الله وهو في جانبه وبرك عليه ليطعنه، فنهض عليه وتصارعا وجرح عبد الله جرحا شديدا، ثم إن عبد الله صرعه وضربه بالسيف، وتكاثر عليه الناس فقتلوه، وقد تبين لهم وجه الأمر، ثم حمل الإمام إلى قصره وقد غاب ذهنه وقرب نزعه لأن الطعنة قد هوت إلى جوفه، فلم يلبث أن توفي بعدما صعدوا به القصر رحمه الله تعالى وعفا عنه، واشتد الأمر بالمسلمين وبهتوا" وذلك في أواخر شهر رجب لهذا العام, كان الأمير سعود حين قتل والده في نخل له في الدرعية، فلما بلغه الخبر أقبل مسرعا، واجتمع الناس عنده فقام فيهم ووعظهم موعظة بليغة وعزاهم, فقام الناس فبايعوه خاصتهم وعامتهم، وعزوه في أبيه، ثم كتب إلى أهل النواحي نصيحة يعظهم ويخبرهم بالأمر ويعزيهم ويأمرهم بالمبايعة، وكل أهل بلد وناحية يبايعون أميرهم لسعود، فبايعه أهل النواحي والبلدان ورؤساء قبائل العربان، ولم يختلف منهم اثنان.