Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


تجددت الفتنة ببغداد بين السنة والشيعة، وكان سبب ذلك أن الوزير أبا القاسم علي بن أحمد الملقب بالمذكور أظهر العزم على الغزاة، واستأذن الخليفة في ذلك، فأذن له، وكتب له منشور من دار الخلافة، وأعطى علما، فاجتمع له لفيف كثير، فسار واجتاز بباب الشعير، وطاق الحراني، وبين يديه الرجال بالسلاح، فصاحوا بذكر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، وقالوا: هذا يوم معاوية، فنافرهم أهل الكرخ ورموهم، وثارت الفتنة، ونهبت دور اليهود؛ لأنهم قيل عنهم إنهم أعانوا أهل الكرخ، فلما كان الغد اجتمع السنة من الجانبين، ومعهم كثير من الأتراك، وقصدوا الكرخ، فأحرقوا وهدموا الأسواق، وأشرف أهل الكرخ على خطة عظيمة.

وأنكر الخليفة ذلك إنكارا شديدا، ونسب إليهم تخريق علامته التي مع الغزاة، فركب الوزير فوقعت في صدره آجرة، فسقطت عمامته، وقتل من أهل الكرخ جماعة، وأحرق وخرب في هذه الفتنة سوق العروس، وسوق الصفارين، وسوق الأنماط، وسوق الدقاقين، وغيرها، واشتد الأمر، ووقع القتال في أصقاع البلد من جانبيه، وقتل أهل الكرخ، ونهر طابق، والقلائين– صنعتهم القلي-، وباب البصرة، وفي الجانب الشرقي أهل سوق الثلاثاء، وسوق يحيى، وباب الطاق، والأساكفة، والرهادرة، ودرب سليمان، فقطع الجسر ليفرق بين الفريقين، ودخل العيارون– والعيارون: لصوص يمتهنون النهب والدعارة - البلد، وكثر الاستقفاء بها ليلا ونهارا.

وأظهر الجند كراهة الملك جلال الدولة، وأرادوا قطع خطبته، ففرق فيهم مالا وحلف لهم فسكنوا، ثم عاودوا الشكوى إلى الخليفة منه، وطلبوا أن يأمر بقطع خطبته، فلم يجبهم إلى ذلك، فامتنع حينئذ جلال الدولة من الجلوس، ودامت هذه الحال إلى عيد الفطر، ثم حدث في شوال فتنة بين أصحاب الأكيسة وأصحاب الخلعان، وهما شيعة، وزاد الشر، ودام إلى ذي الحجة، فنودي في الكرخ بإخراج العيارين، فخرجوا، واعترض أهل باب البصرة قوما من قم أرادوا زيارة مشهد علي والحسين، فقتلوا منهم ثلاثة نفر، وامتنعت زيارة مشهد موسى بن جعفر.


هو الخليفة أبو العباس أحمد بن الأمير إسحاق بن المقتدر جعفر بن المعتضد العباسي البغدادي.

ولد سنة 336.

وأمه اسمها: تمني, ماتت في دولته، وكان أبيض كث اللحية يخضب, دينا عالما متعبدا وقورا، من جلة الخلفاء وأمثلهم.

عده ابن الصلاح في الشافعية؛ فقد تفقه على أبي بشر أحمد بن محمد الهروي.

قال الخطيب البغدادي: "كان القادر بالله من الستر والديانة، وإدامة التهجد بالليل وكثرة البر والصدقات على صفة اشتهرت عنه" وكان قد صنف كتابا في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أهل الحديث, وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبد العزيز، وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن, وكان الكتاب يقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كان في أيام المتوكل قد عز الإسلام حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية وألزموا الصغار، فعزت السنة والجماعة, وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم، وكذلك في أيام المعتضد، والمهتدي، والقادر بالله، وغيرهم من الخلفاء الذين كانوا أحمد سيرة وأحسن طريقة من غيرهم, وكان الإسلام في زمنهم أعز، وكانت السنة بحسب ذلك" أمر القادر بالله بعمل محضر يتضمن القدح في نسب العبيدية، وأنهم منسوبون إلى ديصان بن سعيد الخرمي، أخذ عليه خطوط العلماء والقضاة والطالبيين، كما استتاب فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرؤوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام.

توفي القادر بالله وكانت خلافته إحدى وأربعين سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما، وكانت الخلافة قبله قد طمع فيها الديلم والأتراك، فلما وليها القادر بالله أعاد جدتها، وجدد ناموسها، وألقى الله هيبته في قلوب الخلق، فأطاعوه أحسن طاعة وأتمها، فلما مات القادر بالله جلس ابنه القائم بأمر الله أبو جعفر عبد الله، وجددت له البيعة، وكان أبوه قد بايع له بولاية العهد سنة 421، واستقرت الخلافة له، وأول من بايعه الشريف أبو القاسم المرتضى، وأرسل القائم بأمر الله قاضي القضاة أبا الحسن الماوردي إلى الملك أبي كاليجار؛ ليأخذ عليه البيعة، ويخطب له في بلاده، فأجاب وبايع، وخطب له في بلاده.


كان الطاعون ببلاد الهند والعجم، وعظم إلى الغاية، وكان أكثره بغزنة وخراسان وجرجان والري وأصبهان ونواحي الجبل إلى حلوان، وامتد إلى الموصل والجزيرة وبغداد، ثم امتد إلى شيراز، وتبعه غلاء شديد، واستسقى الناس فلم يسقوا، وكان عاما في جميع البلاد، وكثر الموت، فدفن في أصبهان في عدة أيام أربعون ألف ميت، وكثر الجدري في الناس فأحصي بالموصل أنه مات به أربعة آلاف صبي، ولم تخل دار من مصيبة لعموم المصائب وكثرة الموت، وممن أصيب بالجدري الخليفة القائم بأمر الله ثم سلم.


جمع نائب نصر الدولة بن مروان بالجزيرة جمعا ينيف على عشرة آلاف رجل، وغزا من يقاربه من الأرمن، وأوقع بهم وأثخن فيهم، وغنم وسبى كثيرا، وعاد ظافرا منصورا


كان بين أهل تونس من إفريقية خلاف، فسار المعز بن باديس صاحب إفريقية إليهم بنفسه، فأصلح بينهم، وسكنت الفتنة وعاد.


اجتمع ناس كثير من الشيعة بإفريقية، وساروا إلى أعمال نفطة، فاستولوا على بلد منها وسكنوه، فجرد إليهم المعز بن باديس صاحب إفريقية عسكرا، فدخلوا البلاد وحاربوا الشيعة وقتلوهم أجمعين.


خرجت العرب على حجاج البصرة ونهبوهم، وحج الناس من سائر البلاد إلا من العراق.