Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


خرج بفلسطين المبرقع أبو حرب اليماني الذي زعم أنه السفياني، فدعا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أولا، إلى أن قويت شوكته، فادعى النبوة.

وكان سبب خروجه أن جنديا أراد النزول في داره، فمنعته زوجته، فضربها الجندي بسوط فأثر في ذراعها، فلما جاء المبرقع شكت إليه، فذهب إلى الجندي فقتله وهرب، ولبس برقعا لئلا يعرف، ونزل جبال الغور مبرقعا، وحث الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فاستجاب له قوم من فلاحي القرى، وقوي أمره، فسار لحربه رجاء الحضاري- أحد قواد المعتصم- في ألف فارس، وأتاه فوجده في مائة ألف، فعسكر بإزائه ولم يجسر على لقائه.

فلما كان أوان الزراعة تفرق أكثر أصحابه في فلاحتهم وبقي في نحو الألفين، فواقعه عند ذلك رجاء الحضاري المذكور، وأسره وحبسه حتى مات خنقا في آخر هذه السنة.


لما مات المعتصم ثارت القيسية بدمشق وعاثوا وأفسدوا وحصروا أميرهم، فبعث الواثق إليهم رجاء بن أيوب الحضاري، وكانوا معسكرين بمرج راهط، فنزل رجاء بدير مران، ودعاهم إلى الطاعة، فلم يرجعوا فواعدهم الحرب بدومة يوم الاثنين.

فلما كان يوم الأحد، وقد تفرقت، سار رجاء إليهم، فوافاهم وقد سار بعضهم إلى دومة، وبعضهم في حوائجه، فقاتلهم وقتل منهم نحو ألف وخمسمائة، وقتل من أصحابه نحو ثلاثمائة، وهرب مقدمهم ابن بيهس، وصلح أمر دمشق.


هو أبو إسحاق محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، ثامن الخلفاء العباسيين، ولد سنة 179ه يوم الخميس لثماني عشرة مضت من ربيع الأول، بويع بالخلافة يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة ومائتين، وبعد ذلك بأيام اجتمع جماعة من الجند وشغبوا وتحدثوا في بيعة العباس بن المأمون وأظهروا خلاف المعتصم، ومضوا بأسرهم إلى مضارب العباس فخرج إليهم وقال لهم: أي شيء تريدون مني؟ قالوا: نبايعك بالخلافة، قال: أنا قد بايعت عمي ورضيت به، وهو كبيرى وعندي بمنزلة المأمون، فانصرفوا خائبين، واستمرت في عهده فتنة القول بخلق القرآن, وإنما حث المعتصم على ذلك وحمله على ما فعل به أحمد بن أبى دؤاد؛ لأنه كان معتزليا، وكان الإمام أحمد إمام السنة.

وحين أحضره المعتصم بين يديه سلم وتكلم بكلام أعجب الناس، فالتفت المعتصم إلى ابن أبى دؤاد، وقال: ذكرتم أن الرجل عامي، وأراه يذكر بيتا قديما وشهد له كل من حضر بأنه من سراة بني شيبان، ثم قال: وذكرتم لي أنه جاهل، وما أراه إلا معربا فصيحا، فأكرم الإمام أحمد.

وكان الإمام أحمد بن حنبل إلى أن مات يثني على المعتصم ويذكر فعله به ويترحم عليه.

غزا المعتصم مدينة عمورية، وهي من أعظم مدن الروم كالقسطنطينية لرد عدوان ملك الروم على المسلمين في زبطرة، فكانت غزوة مشهورة نصر الله فيها الإسلام والمسلمين، وكان بدء علته أنه احتجم أول يوم في المحرم، واعتل عندها،وكانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر ويومين، وتوفي بمدينة سامراء.


بويع الواثق بالله هارون بن المعتصم في اليوم الذي توفي فيه أبوه، وكان يكنى أبا جعفر، وأمه أم ولد رومية، تسمى قراطيس.


هو بشر بن الحارث بن علي المعروف بالحافي، من أهل مرو، ولد سنة 152هـ سكن بغداد، كان من أكابر الزهاد، وأخباره في الزهد والورع مشهورة جدا ومعروفة، أثنى عليه غير واحد من الأئمة في عبادته وزهادته وورعه ونسكه وتقشفه.

قال الإمام أحمد يوم بلغه موته: "لم يكن له نظير إلا عامر بن عبد قيس، ولو تزوج لتم أمره"، وذكر غير واحد أن بشرا كان شاطرا في بدء أمره، وأن سبب توبته أنه وجد رقعة فيها اسم الله عز وجل، في أتون حمام، فرفعها ورفع طرفه إلى السماء، وقال: سيدي اسمك ههنا ملقى يداس! ثم ذهب إلى عطار فاشترى بدرهم غالية وضمخ تلك الرقعة منها، ووضعها حيث لا تنال، فأحيا الله قلبه وألهمه رشده، وصار إلى ما صار إليه من العبادة والزهادة، ورحل بشر في طلب العلم إلى مكة والكوفة والبصرة، وسمع من وكيع وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن علية وحماد بن زيد، ومالك بن أنس، وأبي يوسف القاضي، وابن المبارك، وهشيم، والمعافى بن عمران، والفضيل بن عياض، وأبي نعيم، في خلق كثير.

غير أنه لم يتصد للراوية، فلم يضبط عنه من الحديث إلا اليسير.

قال إبراهيم الحربي: "ما أخرجت بغداد أتم عقلا منه، ولا أحفظ للسانه منه، ما عرف له غيبة لمسلم، وكان في كل شعرة منه عقل، ولو قسم عقله على أهل بغداد لصاروا عقلاء وما نقص من عقله شيء".

وحين مات اجتمع في جنازته أهل بغداد عن بكرة أبيهم، فأخرج بعد صلاة الفجر فلم يستقر في قبره إلا بعد العتمة، فرحمه الله تعالى وأعلى درجته.