Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


جمع الشريف غالب بن مساعد عساكر كثيرة، واستعمل عليها الشريف فهيد، فقصدوا قحطان وهم على ماسل الماء المعروف في عالية نجد، فتقاتلوا أشد القتال، وانهزم ابن قرملة ومن معه من بني قحطان، فقتل منهم 30 رجلا، وأخذ منهم نحو 3000 من الإبل، ولما انهزموا ذهبوا مشاة في الصحراء ومعهم الأطفال والنساء وكادوا أن يهلكوا من العطش.


لما وصل نفوذ دولة الدرعية إلى منطقة الأحساء بدأ قادة الدولة يتطلعون إلى نشر مبادئ الدعوة في عمان، فأمر الإمام عبد العزيز بن محمد قائده مطلق المطيري بغزو عمان الصير؛ حيث تقطن قبيلة بني ياس، إلا أنه لم يوفق في الاستيلاء على المنطقة، فعندها رأى الإمام عبد العزيز أن يكل الأمر إلى قائده إبراهيم بن عفيصان الذي قاد معظم الحملات السابقة في شرق الجزيرة، فقاد جيشا كبيرا إلى منطقة عمان الصير ضد بني ياس، وقاتلهم حتى طلبوا الأمان من الدرعية، ثم تبعتهم قبيلة نعيم التي تقطن في البريمي، وتقدم إبراهيم بن عفيصان إلى واحة البريمي وبنى فيها قصر الصبارة في منتصف الطريق الواصل بين البريمي وحماسا؛ ليكون قاعدة لقوات الدرعية في المنطقة.


جمع الشريف غالب صاحب مكة جموعا كثيرة من باديته وحاضرته، واستعمل عليهم أميرا الشريف ناصر بن يحيى، وسار من مكة، فلما بلغ خبرهم الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، أمر محمد بن حمود بن ربيعان ومن تبعه من عربان عتيبة, وفيصل الدويش ومن تبعه من مطير, وربيع بن زيد أمير جميع الدواسر الحاضرة والبادية، وأمر أيضا عربان السهول وعربان سبيع وعربان العجان وغيرهم من بوادي نجد؛ أمرهم جميعا أن ينزلوا على هادي بن قرملة رئيس قحطان وعربانه، فاجتمعت تلك البوادي والجنود قرب الجمانية: الماء المعروف عند جبل النير في عالية نجد، وتلك العربان يشربون من مياه قريبة منها، ثم إن الشريف ناصر سار بالجموع والعساكر العظيمة ومعهم مدفع، ونزلوا على ماء الجمانية، واجتمع عليه كثير من عربان الحجاز بأموالها وعيالها، فالتقت الجنود على ماء الجمانية، والتحم القتال بين الفريقين واقتتلوا أشد القتال، وكثر القتلى في الفريقين، فقتل من الجميع نحو 100 رجل, فحمل هادى بن قرملة بمن معه على جنود الشريف ناصر، فولوا منهزمين على أعقابهم، فلحقهم أولئك البوادي والجنود يقتلون ويغنمون، فقتل منهم نحو ثلاثمائة رجل, وغنم منهم إبلا وأموالا كثيرة, وخيمة الشريف ومدفعه، وانهزم الشريف ومن معه إلى أوطانهم، وتفرقت عربانه، وعزلت الأخماس وأرسلوها إلى الإمام عبد العزيز.

وكان الإمام عبد العزيز قد بعث محمد بن معيقل ردءا لابن قرملة وعونا له, فانفض الأمر وانقضى عند مجيئه, فحث ابن معيقل السير في أثر الشريف ناصر وعربانه، وأدرك بني هاجر وهم على الماء المعروف بالقنصلية قرب بلد تربة، فشن عليهم الغارة وقاتلهم، فانهزموا وقتل منهم 40 رجلا، وأخذ جميع أموالهم.


في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية بعد أن استقلت أمريكا عن إنجلترا سنة 1190هـ ترفع أعلامها لأول مرة سنة 1197هـ وتجوب البحار والمحيطات.

وقد تعرض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة، فاستولوا على إحدى سفنها في مياه قادش، وذلك في رمضان 1199هـ ثم ما لبثوا أن استولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تخص الولايات المتحدة الأمريكية وساقوها إلى السواحل الجزائرية.

ولما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية، وكانت تحتاج إلى سنوات طويلة لبناء أسطول بحري يستطيع أن يواجه الأسطول العثماني اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في 21 صفر من هذا العام, وقد تضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنجليزية ووقعت عليها الولايات المتحدة الأمريكية خلال تاريخها الذي يتجاوز قرنين من الزمان، وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية، وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة أسراها، وضمنت عدم تعرض البحارة الجزائريين لسفنها.


بعد طلب براك بن عبد المحسن الأمان لأهل الأحساء من الإمام عبد العزيز بن محمد، أجيب إلى طلبه، وانسحب جيش الأمير سعود من الأحساء بعد مبايعة أهلها على السمع والطاعة، وبعد ذلك بسنوات ثار أهل الأحساء بتحريض من براك بن عبد المحسن نفسه، ولكن قضى على ثورتهم إبراهيم بن عفيصان، ثم وصول قوات كبيرة بقيادة الأمير سعود بن عبد العزيز الذي أخضع الأحساء لحكم دولة الدرعية، وضرب عليهم ألوفا من الدراهم وقبضها منهم؛ وذلك لأجل ما تكرر منهم من نقض العهد ومنابذة الدولة، وجرهم الأعداء, وقتل منهم عدة رجال مجتمعين على الفسوق ويفعلون كل ما أرادوه بأهوائهم، ولا يتجاسر أحد أن يأمرهم وينهاهم، فكثر لذلك تعديهم واعتداؤهم على أهل الأحساء، فأفنى الأمير سعود معظمهم, وسميت هذه الغزوة بغزوة الرقيقة (وهي محلة بالهفوف) وذلك في أواخر هذه السنة، وعاد إلى الدرعية ومعه عدد من رؤساء أهل الأحساء، منهم علي بن حمد آل عمران مبارك، وحمد العدساني، ورجال كثير، وأسكنهم الدرعية، وولى على المنطقة أميرا من عامة أهلها يدعى ناجم بن دهينيم، وكان من نتائج استيلاء الأمير سعود على الأحساء وصول حدود دولة الدرعية إلى الخليج العربي، وامتلاكها موانئ بحرية، وتحقيق ثروة من المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية التي تنتجها مزارع الأحساء الواسعة، وانتشار الدعوة الإصلاحية بين سكان الأحساء.