علينا أن نعترف بأن العالم الإسلامي والعربي لا يزال يعيش حالة تخلف فكري حقيقي

النظرية السياسية في التقاليد الغربية تدين في أصولها وفي أصالتها للمفاهيم الإسلامية

الفكر السياسي هو نوع من اللقاء بين ثقافات ثلاث: تاريخ الفلسفة، تاريخ نظم القانون العام، القانون الدستوري المقارن، وبقدر تحقيق توازن بين هذه الثقافات الثلاث -بحيث إن كلا منها يعد محوراً فكرياً ثابتاً للتحليل- بقدر نجاح مؤرخ الفكر السياسي

-علم السياسة- يدور حول عناصر ثلاثة: ظواهر، علاقات بين الظواهر، مفاهيم للتعبير عن تلك الظواهر وتلك العلاقات

فكرة الأقلية تعكس في التقاليد العربية مفهوماً مختلفاً، وتعبر عن وظيفة متميزة لتعكس في نهاية الأمر نظاماً ذاتياً للقيم السياسية

إذا أردنا أن نحدد الأعمدة التي يدور حولها البناء المحتمل والممكن للنظرية السياسية الإسلامية وجدنا ذلك ينبع من خمسة عناصر: عنصر العدالة الاعتدال النظر إلى الرأي العام على أنه قيمة في ذاته الدولة لا بمعنى الإكراه وإنما بمعنى أداة الضمان والأمان وتمكين المسلم طبيعة السياسة التشريعية

سلطة الأمة ليست مطلقة، وإنما هي مقيدة بالتعاليم الدينية، وهي لا تستطيع أن تتصرف أو تتحرك إلا في حدود ما ورد بالقرآن

والجهاد دائماً إنما يعني أن أنقى مراحله هو أن يقدم المرء نفسه لتحقيق مثالية الدعوة الإسلامية

إن فشل جميع الحركات الاجتماعية، واختفاء الفكر السياسي، وسيطرة المفهوم الطبقي، جميعها عناصر متماسكة تعبر عن مفهوم دولة القوة في التاريخ الغربي

علماء التحليل السياسي في بلادنا يعيشون على قشور الفكر الغربي، ولا يتعدون الفتات الذي يلقى من آن لآخر حول الخبرة العربية، دون أي محاولة جادة للتعمق في هذه الخبرة انطلاقاً من منهاجية علمية معينة وقد سبق وذكرنا كيف أن الفكر الإسلامي لا يزال حتى لحظة كتابة هذه الأسطر مجهولاً في كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة

النداء الحركي مفهوم أو اصطلاح ينصرف إلى مجموعة من الوثائق نحددها في تنظيرنا للوجود السياسي على أنها أداة المفكر للحركة في المجتمع الجماهيري

الوثائق السياسية تدور حول عملية التسجيل المكتوب للوقائع والأحداث بأوسع معانيه ينطوي تحت هذا المفهوم كل ما له صلة بتسجيل الأحداث والانطباعات حيث يتولى التسجيل والسرد من تعايش مع الظاهرة بشكل أو بآخر

الدولة الإسلامية برغم جميع عناصر قوتها لم تستطع أن تخلق دولة واحدة متجانسة متماسكة من حيث البعد السياسي، لقد حققت وحدة ثقافية دينية واجتماعية، ولكنها لم تحقق أي وحدة سياسية

والأمة التي توصف بأنها خير أمة أخرجت للناس هو أمة وسط، والإسلام هو دين الفطرة، فهو يفرض التزامات ويعطي حقوقاً

النظرية السياسية الإسلامية توصف بأنها تقوم على مفهوم الفطرة في التعامل القانوني، وهي تؤمن بالاعتدال النظامي ومن ثم تقبل شرع من قبلنا، وهي تجعل الاعتدال الديني أحد محاور دعوتها العقيدية: حرية الأديان والاعتراف بحق الأديان في التعايش تطبيق واضح

الفلسفة السياسية ليست هي الفكر السياسي الفكر السياسي هو كل ما يعني التأمل حول السلطة، الفلسفة هي النبوغ التأصيلي المجرد عندما يرتفع إلى مستوى معين من التكامل، فإذا به تحليل وتصوير لا يتقيد لا من حيث الزمان ولا من حيث المكان

إذا انتقلنا إلى المشكلة الأخرى المتعلقة بصور الحكومات وجدنا أن هذه الناحية تمتاز بالفقر وعدم الاهتمام، وبرغم أن ذلك يبدو لأول وهلة علامة من مظاهر التقصير والنقص الفكري فإنها في الوقع منطقية مع طبيعة الحضارة الإسلامية الحضارة الإسلامية تنبع من مفهوم الكفاحية والوظيفة العقائدية، و معنى ذلك أنها لا بد وأن ترى في نظامها السياسي المثل الأعلى لنموذج الممارسة

أخطر ما يعانيه الواقع الفكري الإسلامي هو تغلغل المفاهيم الغربية في إطار التعامل السياسي

النصوص القرآنية وكذا السنة النبوية قد خلقت إطاراً فكرياً لمفاهيم المثالية السياسية، إنها وضعت مجموعة من المبادئ التي من نسيجها يتكون إطار القيم السياسية الإسلامية