مقتضى الإيمان أن يعرف المرء لنفسه حدودا يقف عندها، ومعالم ينتهى إليها

انهم فى حاجة لان يقال لهم: لا تأسوا فإن ما تتوجسون من نقد أو تجاهل هو كفاء ما أوتيتم من طاقة ورسوخ

بعض الناس يتصور أن الدعاء موقف سلبى من الحياة، أليس عرض حاجات وانتظار إجابة؟! ويوم يكون الدعاء كذلك لا يعدو ترديد أمانى، وارتقاب فرج من الغد المجهول " فإن الدعاء يكون لغوا، ولا وزن له عند الله

معنى التصور الغلط للأشياء أن ينتقل المرء من ضلال إلى ضلال، وألا يحسن السلوك بإزاء أى واجب يناط به أو أزمة يقف أمامها والله عز وجل نهى الإنسان عن الشرود وراء الأوهام والتخمينات فقال: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها … ولكن أخلاق الرجال تضيق ولو استرشدنا بمنارات الله التى أنزل علينا، وأدركنا الخير الواسع الذى أتاح لنا، لكان لنا وللحياة شأن آخر

إن الإسلام يريد أن يلفت أنظارنا بقوة إلى نفاسة النعم التى تكتنفنا، وإلى ضرورة الإفادة منها

أعرف من مطالعاتى الكثيرة أن هناك من الآثار ما يقرن المغفرة العامة بعمل قد يبدو فى ظاهره سهل الأداء، كتساقط الذنوب مع قطرات ماء الوضوء مثلاً، فلا يضطرب فهمك فى قيم الأعمال لهذه الظواهر

التحسر على الماضى الفاشل، والبكاء المجهد على ما وقع فيه من آلام وهزائم هو- فى نظر الإسلام- بعض مظاهر الكفر بالله والسخط على قدره

الجميل أن الله يحب من عبده أن يطلب منه ما يبتغى، وأن يسأله من فضله كيف شاء

أعرف كثيرا من الناس لا يعوزهم الرأى الصائب، فلهم من الفطنة ما يكشف أمامهم خوافى الأمور

أن تجمع الصغائر مخوف العقبى على حياة الإنسان، فإن تجسيم الصغائر بحيث تبدو إحداها وقد حجبت ما يجاورها من خير ليس من الإنصاف فى شىء

إن الركون إلى القدر ـ وهو غير القول بالجبر ـ والبراءة من الحول والطول يورث جراءة على مواجهة اليوم والغد، ويضفى على الحوادث صبغة تحبب بغيضها، وتجعل المرء يقبل ـ وهو مبتسم ـ خسارة النفس والمال وذاك ما عنته الآيات الكريمة: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المؤمنون * قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين)

إن الإسلام نظم وقفات كريمة يناجى الإنسان فيها ربه عدة مرات فى اليوم الواحد

إن الركض فى ميادين الحياة بقدر ما يجلل البدن بالغبار والعرق يجلل الروح بالغيوم والأكدار

ما أكثر أن تتبخر خواطر السوء ووساوس الضعف، ويتكشف أن الإنسان يبتلى بالأوهام أكثر مما يبتلى بالحقائق، وينهزم من داخل نفسه قبل أن تهزمه وقائع الحياة: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)

إن هؤلاء قوم أعجبتهم أنفسهم وحدها وآراؤهم وحدها، فإذا لم يسمع لهم، وإذا لم ينزل الآخرون على رأيهم، فلن تراهم إلا ساخطين ناقدين

أد واجبك، واشعر بعبئه على كاهلك، ولا تلتمس منه المهارب فإذا وفيت بما عليك، فانتظر حقك، أو اطلبه كاملاً فلن يعيبك أحد

إن من حق الدنيا علينا أن نعمل فيها، وأن ننال من ضروراتها ومرفهاتها ما يحفظ حياتها ويسعدها، وقد يكلفنا هذا العمل جهدا شاقا يتصبب معه العرق ويطول فيه العناء، ولكن هذا الحق المقرر، وهذا الجهد المبذول لبلوغه لا يجوز أن يميلا بنا عن الجادة، أو يزيغا بنا عن الرشاد

أن الاهتداء إلى الحق والثبات على صراطه يحتاج إلى جهد ودأب، ويحتاج كذلك إلى استلهام طويل من عناية الله

لا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغيب، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير