والملائكة الكرام دنت من السماء تتلألأ تقترب من قارئ في حرات الحجـاز يـتغنى في جوف الليل بالبقرة
من استعان باالله ولجأ إليه فتح االله لـه أبـواب توفيقه بألطف الأسباب التي لا يتصورها
إن المؤمنون الذين يخشون ربهـم ظهـر الاقشـعرار في جلـودهم، والقساوسة الصادقون فاضت عيوم بالدمع
حين يسري صوت القارئ في الغرفة يغشى المكان سكينة ملموسة تهبط على أرجاء ما حولك
هل تصدق أنني شعرت بحب جارف لأولئك الأشعريين الـذين كانت أصواتهم بالقرآن بالليل تستثير إعجاب رسول االله
اللهم إنا نعوذ بك ونلتجئ إليك ونعتصم بجنابك أن لا تجعلنا من القاسية قلوبهم من ذكر االله
إن انبعاث صوت القارئ بالقرآن بين أمواج الليل السـاكن قصـة تنحني لها النفوس
إن الجمادات الرواسي تتصدع، ونسـاء المشـركين وأطفالهم يتهافتون سراً لسماع القرآن
وانظر لعوائل قريش كيف لم يستطع عتاة وصناديد الكفار الحيلولة بينهم وبين الهرب لسماع القرآن
من أعجب أسرار القرآن وأكثرها لفتاً للانتباه تلك السطوة الغريبة التي تخضع لها النفوس عند سماعه
النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع القرآن بالنهار قطعاً، فلماذا جذبته قـراءة الأشعريين وصار يتلفت إلى منازلهم إذن؟
فهل كتب الناس أعظم من كتاب االله؟ وهل كلام المخلوقين أعظم من كلام الخالق؟!وهل روايات الساردين أعظم من قصص القرآن؟!!
وفي البقرة مواضع تهز النفوس هـزاً أعظمها آية الكرسي التي كلها في أوصاف الجلال الإلهية
( سطوة القرآن) ظاهرة حارت فيها العقول، وهذه ظاهرة ملموسة يصنعها (القرآن العظيم) في النفوس تحدث عنها الكثير من الناس بلغة مليئة بالحيرة والعجب
إن القرآن إذا خيم سكون الليل يكون عالماً آخر ثمة قدر إضافي في جلال القرآن لحظة سكون الليل
القضية لن تكلفنا الكثير، إنما هي دقائق معدودة من يومنا نجعله حقاً حصرياً لكتاب االله
كتاب هذا منزلته، وهذا أثره؛ هل يليق بنا يا أخـي الكـريم أن نهمله؟
والجـن استنصت بعضهم بعضاً وتعجبوا وولـوا إلى قـومهم منـذرين
والأنبياء من لدن آدم إذا سمعوا كلام االله خروا إلى الأرض ساجدين باكين
