اعامر لا لليوم انت ولا الغد
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
اعامر لا لليوم انت ولا الغد | تقلدت ذل الدهر بعد المقلد |
واصبحت كالمخطوم من بعد عزة | مَتَى قِيدَ مَشّاءٌ عَلى الضّيمِ يَنقَدِ |
فان سار للاعداء غيرك فاربعي | وَإنْ قَامَ للعَلْيَاءِ غَيرُكَ فَاقعُدِ |
وقل للحمى لا حامي اليوم بعده | وَلا قائِمٌ مِنْ دُونِ مَجدٍ وَسُؤدُدِ |
وَللبِيضِ لا كَفٌّ لمَاضٍ مُهَنّدٍ | وَللسُّمْرِ لا بَاعٌ لِعَالٍ مُسَدَّدِ |
وقل للعدى امنا على كل جانب | من الارض أو نوماً على كل مرقد |
فقد زال من كانت طلائع خوفه | تُعارِضُكُمْ في كُلّ مَرْعًى وَمَوْرِدِ |
فاين الجياد الملجمات على الوحى | سراعاً الى نقع الصريخ المندد |
واين الظبى ما زال منها بكفه | رداء عظيم أو عمامة سيد |
واين المطايا تذرع البيد والدجى | الى اقرب من نيل عز وابعد |
واين الجفان الغر من قمع الذرى | هجان الاعالي بالسديف المسرهد |
واين القدور الراسيات كانها | سماوات ربلان النعام المطرد |
واين الوفود الماتحون ببابه | بسَجلَينِ مِن بَحرَيْ وَعيدٍ وَمَوْعِدِ |
مُرِمّونَ مِنْ قَبْلِ اللّقَاءِ مَهَابَة ً | اذا رمقوا باب الطراف الممدد |
يُشِيرُونَ بالتّسلِيمِ من خَلَلِ القَنَا | الى واضح من عامر غير قعدد |
يُحَيّونَ مَرْهُوباً كَأنّ رِوَاقَهُ | وليجة مفتول الذراعين ملبد |
اذا هم امضى الراي غير ملوم | وَإنْ قَالَ أجرَى القَوْلَ غَيرَ مُفَنَّدِ |
حُسَامٌ نَكَا فِيهِ كَهَامٌ بِغُرّة ٍ | واولى له لو هزه غير مغمد |
لئن فلل الذلان منه فربما | تحيف من ماضي الظبى شق مبرد |
فَلا نَعِمَ البَاغُونَ يَوْماً بعِيشَة ٍ | وَلا حَضَرُوا إلاّ بِألأمِ مَشْهَدِ |
ولاصادفوا في الدهر منجى لخائف | ولاوجدوا في الارض ماوى لمطرد |
وَلا شَرِبُوا إلاّ دَماً بَعْدَهُ، وَلا | تحابوا بغير الزاعبي المقصد |
ولا نظروا الا بعمياء بعده | وَلا ارْتَضَعُوا إلاّ بخِلْفٍ مُجَدَّدِ |
ابعد الطوال الشم من آل عامر | الى البيض والادراع والخيل والند |
وَأهلِ القِبابِ الحُمرِ يُرْخى سُدولُها | على سُؤدُدٍ عَوْدٍ وَمَجدٍ مُوَطَّدِ |
إذا فَزِعُوا للأمْرِ ألجَوْا ظُهُورَهُمْ | الى كل طود من نزار عطود |
لهُمْ جَامِلٌ داجي المِرَاحِ كَأنّمَا | تَرَاغَينَ عَنْ قِطْعٍ من اللّيلِ أسوَدِ |
تروح لهم حمر العوادي كانها | قَوَاني عُرُوقِ العَنْدَمِ المُتَوَرِّدِ |
كان الرياض الغر حول بيوتهم | ذئاب الغضا يمرحن في كل مرود |
إذا ما انتَشَوا هَزّوا رُؤوساً كَرِيمَة ً | لها طرب بالجود قبل التغرد |
تَرَامَوْا بهَا حَمرَاءَ تَحسَبُ شَرْبَها | ذوي قرة حفوا جوانب موقد |
لهم سامر تحت الظلام وراكد | على النار يذكيها بضال وغرقد |
يَقُولُ الفَتَى منهُمْ لرَاعي عِشَارِهِ: | الا لا تقيدها بغير المهند |
مضى النجباء الاطولون كانهم | صدور القنا في الشرعبي المعضد |
رَمَتْ فِيهِمُ بَعْدَ التِئَامٍ وَأُلْفَة ٍ | يد الاربى صدع البلاط الممرد |
تَشَظّوا تَشَظّي العودِ تجرِي فُرُوعُه | عَلى ثَغْرِها خَرْقَاءَ مَجنُونة َ اليَدِ |
تكبهم الايام عم جمحاتها | كما كب اعجاز الهديّ المقلد |
خلت بهم الاجداث عنا واطبقت | على المَجدِ منهمْ كلُّ بيداءَ قُرْدُدِ |
فمن يعدل الميلاء أو يرأب الثأي | وياخذ من ريب الزمان على يد |
تَفَانَوْا عَلى كَسْبِ العُلى ، وَتجَرّعوا | بايديهم كاس الردى جرع الصدي |
كمَا رَضّ في مَرّ السّيُولِ عَشِيّة ً | ذُرَى جَلمدٍ صَعبِ الذّرَى قرْعُ جلمدِ |
الا في سبيل المجد ثاوون لم نكن | قُبورُهُمُ غَيرَ الدِّلاصِ المُسَرَّدِ |
وَكانُوا أحادِيثَ الرّفاقِ، فأصْبَحوا | أغَانيَ للغورِيّ وَالمُتَنَجِّدِ |
لعاً لكم من عاثرين تتابعوا | عَلى زَلَلِ الأقْدامِ عَثْرَ المُقَيَّدِ |
أفي كُلّ يَوْمٍ قَطْرَة ٌ مِنْ دِمَائِكمْ | تمسحها من ظفر شنعاء موئد |
مُلُوكٌ وَإخْوَانٌ كَأنّيَ بَعْدَهُمْ | على قرب من خمس يوم عمرد |
عُرَاعِرُ يَنزُو القَلبُ عِندَ ادّكارِهمْ | نزاء الدبى بالامعز المتوقد |
سقاكم ولولا عادة عربية | لَقَلّ لَكُمْ قَطْرُ الحَبيّ المُنَضَّدِ |
مِنَ المُزْنِ رَجْرَاحُ العُبابِ، كأنّهُ | مِنَ البُطْءِ تَرْجافُ الكَسيرِ المُقَوَّدِ |
تَخَالُ عَلى هَامِ الرُّبَى مِنْ رَبَابِهِ | عناصي هامات الحجيج الملبد |
ترادف يزجي كلكلا بعد كلكل | تَطَلُّعَ رَكْبٍ مِنْ أبَانَينِ مُنجِدِ |
خَفَى بَرْقُهُ ثُمّ استَطَارَ كأنّهُ | يشقق هدَّاب الملاء المعمد |
لجأنا من الدنيا الى مستقرة | تنولنا عذب الجنا وكان قد |
عَلِقْنَا جَمادَ النَّيلِ نَاقِصَة َ الجَدا | تروح علينا بالغرور وتغتدي |
أمِنْ بَعدِهِم أرْجُو الخُلُودَ وَهَذِهِ | سَبيلي وَمِنْ تِلكَ الشّرَائعِ مَوْرِدِي |
فان انج من ذا اليوم قاطع ربقة | فقَصرِيَ مِنْ رَيْبِ المَنُونِ عَلى غَدِ |
سواء مخلى للمنايا اكيلة | وَمَنْ رَاحَ مِنّا في التّميمِ المُعَقَّدِ |
فقُلْ للّيَالي بَعدَهم: هاكِ مِقوَدِي | تقضى ايابي فاصدري بي أو وردي |
وَدُونَكِ من ظَهرِي وَقد غالَ أُسرَتي | طريق الردى ظهر الذلول المعبد |
بأيّ يدٍ ارمى الزمان وساعد | وكانوا يدي أعطَيتُها الخطبَ عن يدِي |
وما كان صبري عنهم من جلادة | أبَى الوَجْدُ لي بَلْ عادة ٌ من تجَلّدِي |