أرَاكَ ستُحدِثُ للقَلْبِ وَجْدا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أرَاكَ ستُحدِثُ للقَلْبِ وَجْدا | اذا ما الظعائن ودعن نجدا |
بواكر يطلعن نقب الغوير | شَأوْنَ النّوَاظِرَ نَأباً وَبُعْدَا |
تُتبّعُهُمْ نَظَرَاتِ الصّقُورِ | ن هفهفة الطير جدا |
عَلى قَنَوَينِ، ألا مَنْ رَأى | ظَعائنَ بالطّعنِ وَالضّرْبِ نَجْدَا |
نُخَالِسُهَا مِنْ خِلالِ القَنَا | سَلاماً، وَنَعْلَمُ أنْ لا تَرُدّا |
كَأنّ هَوَادِجَهَا وَالقِبَابَ | يثنين منهن بانا ورندا |
فما شئت تنسم بالقلب نشراً | وَما شِئتَ تَقطِفُ بالعَينِ وَرْدَا |
كان قواني انماطها | قطوع رياض من الطل تندى |
يَصُدّونَ عَنّا بلَمعِ الخُدُودِ | وَيَمْنَعُنَا وَجدُنَا أنْ نَصُدّا |
كَأنّا بِنَجْدٍ غَداة َ الوَداعِ | نُصَادِي عُيُوناً من الدّمعِ رُمْدَا |
وايسر ما نال منا الغليل ان | لا نحس من الماء بردا |
اثاروا زفيراً يلف الضلوع | لف الرياح انابيب ملدا |
فكلُّ حرارة انفاسه | تَدُلّ عَلى أنّ في القَلْبِ وَقْدَا |
واني للشوق من بعدهم | أُرَاعي الجَنُوبَ رَوَاحاً وَمَغْدَى |
وَأفْرَحُ مِنْ نَحْوِ أوْطَانِهِمْ | بغيث يجلجل برقاً ورعدا |
إذا طَلَعَ الرّكْبُ يَمّمْتُهُ | احيي الوجوه كهولاً ومردا |
وَأسألُهُمْ عَنْ جنُوبِ الحِمَى | وَعن أرْضِ نجدٍ وَمَن حَلّ نَجدَا |
نَشَدْتُكُمُ اللَّهَ، فَلْيُخْبِرَنّ | مَنْ كانَ أقرَبَ بالرّمْلِ عَهْدَا |
هل الدار بالجزع مأهولة | انار الربيع عليها واسدى |
وَهَلْ حَلَبَ الغَيْثُ أخْلافَهُ | أأحصَيتُمُ رَمْلَ يَبرِينَ عَدّا |
وَهَلْ أهْلُهُ عَنْ تَنائي الدّيَارِ | يُرَاعُونَ عَهْداً وَيَرْعَوْنَ وُدّا؟ |
لئن اقرض الله ذاك النعيم | فيهِمْ، لقَد كانَ فَرْضاً مُؤدّى |
اعار الزمان ولكنه | تعقب اعطاؤه فاستردا |
انا ابن العرانين من هاشم | ارق القبائل راحا واندى |
اكنهم للمراميل ظلاً | وَأثْقَبِهِمْ للمَطَارِيقِ زَنْدَا |
سراع الى نزوات الخطوب | يهزون سمراً ويمرون جردا |
كان الصريخ يهاهي بهم | أُسُوداً تَهُبّ مِنَ الغِيلِ رُبْدَا |
اذا اغرقوا بيضهم في الطلى | وَسامُوا القَنا من دمِ الطعنِ وِرْدَا |
عَلى القُبّ تَشغَلُهُنّ السّياطُ | امام الرعيل عنيفاً وشدا |
رَمَيْنَ السِّخَالَ، وَقَينَ النّفُوسَ | حتّى بَلَغنَ لغُوباً وَجُهْدَا |
فما اومؤا بصدور الرماح | يَوْماً إلى القِرْنِ إلاّ تَرَدّى |
سيوف تطيل قراعاً وقرعا | وَخَيْلٌ تَعِيدُ طِرَاداً وَطَرْدَا |
قتلاً بيوم طعان وصفدا | |
وكم صاف من دارهم سيد | وقاظ يعالج في الجيد قدا |
كان الفتى منهم في النزال | يرى اكبر الغنم ان قيل اودى |
ولا يحمد العيش في يومه | اذا لم يلاق من السيف هدا |
يبيت على ظبتي همة | يُجَاثي خُصُوماً من النّوْمِ لُدّا |
إذا غَلّ أيْدِي الرّجَالِ النّعَاسُ | شد على العضب باعاً اشدا |
واصبح تزفيه ريح العجاج | غضبان اعجل ان يستعدا |
وسيان من جر عزماته | وَحيداً إلى الرّوْعِ أوْ جَرّ جُندَا |
يرى مهرباً فيلاقي الردى | لِقَاءَ امرِىء ٍ لا يَرَى مِنْهُ بُدّا |
مُضِيءُ المُحَيّا كَأنّ الجَمَالَ | اذا هبَّ منه جبينا وخدا |
ترى وجهه في حضور الندى | كالعَضْبِ رَقرَقتَ فيهِ الفِرِنْدَا |
يُنِيرُ وَيُلْحِمُ في خِفْيَة ٍ | إلى أنْ يَحُوكَ مِنْ الرّأيِ بُرْدَا |
بَني عَمّنَا أيْنَ قَحْطانُكُمْ | إذا عَبّ بَحْرُ نِزَارٍ وَمَدّا |
مضغناكم اذا عددنا قريشا | وَنَلهَمُكُمْ إذْ بَلَغْنَا مَعَدّا |
هُمُ ألدَغُوكُمْ حُمَاة َ الرّمَاحِ | وَلَدّوكُمُ بظُبَى البِيضِ لَدّا |
حَمَوْكُمْ مَنابتَ عُشبِ البِلادِ | تَحَلَّوا مِنَ النَّورِ سَبطاً وَجَعدَا |
وَسَامُوا بِنَجْدٍ مَطَايَاكُمُ | لما نشطت منه بالغور ردا |
لَنَا مَنْ تَعُجّ الوَرَى بِاسْمِهِ | إلى اللَّهِ نَدْعُوهُ في المَجْدِ جَدّا |
وَبَيْتٌ تَهَاوَى إلَيْهِ المَطِيُّ | تَهُزّ الدّلاءَ ذَمِيلاً وَوَخْدَا |
بنَا أنْقَذَ اللَّهُ هَذا العُرَيْبَ | حتى استقام الى الدين قصدا |
وَذَلَّ غَوَاشِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا | سعى في الذلالة سعيا مجدا |
واخفت زمجرة المشركين | يفري الجماجم قطا وقدا |
فاكثر بما طل تلك الدماء | واعظم بما جر بدرا واحدا |
وان لنابض تلك العروق | إذا عُدْنَ يَنبِضْنَ كَيّاً مُعدّا |
فلا تشمخن يابن ام الضلال | بجدي وجدت من النار بردا |
أجَارَ عَلى عَجَلٍ أخْمَصَيْكَ | زلق الغي اذ كدت تردا |
واعتق عنقك من سيفه | فَأصْبَحَ رَأسُكَ حُرّاً وَعَبْدَا |
يزيد على مشتهى الجود جودا | وَيَبني عَلى غايَة ِ المَجدِ مَجْدَا |
نلين عطائفنا للقريب | ونولي المجانب قربا اجدا |
وَلَيسَ لَنَا شَبخُ الرّاحَتَينِ | إذا جَادَ أعطَى قَليلاً وَأكْدَى |
لقد زجر المجد حتى اصاب | بِنا مَطلَعَ النّجمِ لا بَلْ تَعَدّى |
كذاك مناقبنا فانظروا | |
سبقنا الى المجد من كان قبلا | فكيف نقاس بمن جاء بعدا |