كان قضاء الاله مكتوباً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كان قضاء الاله مكتوباً | لولاك كان العزاء مغلوباً |
مَا بَقِيَتْ كَفُّكَ الصَّنَاعُ لَنَا | فَكُلُّ كَسْرٍ يَكُونُ مَرْؤوبَا |
ما احتسبت المرء قد يهون وما | أوْجَعَ مَا لا يَكُونُ مَحْسُوبَا |
نَهْضاً بِهَا صَابِراً، فأنْتَ لهَا | و الثقل لا يعجز المصاعيبا |
فقد ارتك الاسى وان قدمت | عن يوسف كيف صبر يعقوبا |
طَمِعتَ، يا دَهْرُ، أنْ تُرَوّعَهُ | ظناً على الرغم منك مكذوبا |
ما يؤمن المرء بعد مسمعه | قرع الليالي له الظنابيبا |
تنذر إحداثها ويـأمنها | ما آن ان يستريب من ريبا |
شل بنان الزمان كيف رمى | مُسَوَّماً للسّبَاقِ مَجْنُوبَا |
طرف رهان رماه ذو غرر | نَالَ طَلُوباً، وَفَاتَ مَطْلُوبَا |
كَانَ هِلالُ الكَمَالِ مُنْتَظَراً | وَكَان نَوْءُ العَلاءِ مَرْقُوبَا |
وَأعْجَميُّ الأُصُولِ تَنْصُرُهُ | بَداهَة ٌ تَفْضَحُ الأعَارِيبَا |
مَدّتْ إلَيْهِ الظِّبَا قوَائِمَها | تُعْجِلُهُ ضَارِباً وَمَضْرُوبَا |
مرشحاً للجياد يطلعها | على العدى ضمراً سراحيبا |
و للمباتير في وغى وقرى | يولغها الهام والعراقيبا |
ذَوَى كمَا يَذبُلُ القَضيبُ، وكمْ | مأمول قوم يصير مندوبا |
صبراً فراعي البهام إن كثرت | لابد من أن يحاذر الذبيا |
وإن دنيا الفتى وإن نظرت | خميلة تنبت الاعاجيبا |
نَسيغُ أحْداثَها عَلى مَضَضٍ | ما جدح الدهر كان مشروبا |
إذا السنان الطرير دام لنا | فدعه يستبدل الانابيبا |
و هل يخون الطعان يوم وغى | إن نقص السمهري انبوبا |
مَا هَيبَة ُ السّيفِ بالغُمودِ، وَلا | أهيب من أن تراه مسلوبا |
و البدر ما ضره تفرده | وَلا خَبَا نُورُهُ وَلا عِيبَا |
وَمَا افتِراقُ الشُّبُولِ عَنْ أسَدٍ | بِمانِعٍ أنْ يَكُونَ مَرْهُوبا |
و الفحل إن وافقت طروقته | ابدل مكن منجب مناجيبا |
و العنبر الورد إن عبثت به | مثلما زاد عرفه طيبا |
يطيح مستصغر الشرار عن الز | ـدِ، وَيَبْقَى الضِّرامُ مَشْبُوبَا |
مَحّصَتِ النّارُ كُلَّ شَائِبَة ٍ | وَزادَ لَوْنُ النُّضَارِ تَهْذِيبَا |
إنْ زَالَ ظِفْرٌ، فأنْتَ تُخْلِفُهُ | و الليث لا يخلف المخاليبا |
بقدر عز الفتى رزيته | من وتر الدهر بات مرعوبا |
وَاللّؤلُؤ الرّطْبُ في قَلائِدِهِ | ما كان لولا الجلال مثقوبا |
إن كنت مستسقياً لمنجعة | مجلجلاً بالقطار اسكوبا |
فَاسْتَسْقِ مُستَغنِياً بهِ أبَداً | مِنْ قَطرِ جَدوَى أبيهِ شُؤبُوبَا |
و انتفاع النبات صوحه | هَيفُ الرّدى أن يكونَ مَهضُوبَا |
فَاسْلَمْ مَليكَ المُلُوكِ ما بقيَ الـ | هر مبقى لنا وموهوبا |
لا خَافَ أبنَاؤكَ الّذِينَ بَقُوا | حدا من النائبات مذروبا |
وَلا تَرَى السّوءَ فِيهِمُ أبَداً | حَتّى يَكُونُوا الدّوَالِفَ الشِّيبَا |
لا روعت سرحك المنون ولا | أصْبَحَ سِرْبٌ حَمَيْتَ مَنْهُوبَا |
لا يجد الدهر مسلكاً أبداً | ولا طريقاً إليك ملحوبا |
ولا راينا الخطوب داخلة | رواق مجد عليك مضروبا |