رضينا الظبي من عناق الظبا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
رضينا الظبي من عناق الظبا | وضرب الطلا من وصال الطلا |
وَلمْ نَرْضَ بالبَأسِ دونَ السّماحِ | ولا بالمحامد دون الجدا |
وَقُمْنَا نَجُرّ ذُيُولَ الرّجَا | وَتَرْعَى العُيُونُ بُرُوقَ المُنَى |
إلى أنْ ظَفِرْنَا بكَأسِ النّجيـ | ـعِ، فالرّمحُ يشرَبُ حتى انتَشَى |
وَمِلْنَا عَلى القُورِ مِنْ نَقْعِنَا | باوسع منها واعلى بنا |
وللخيل في ارضنا جولة | تَحَلّلَ عَنْهَا نِطَاقُ الثّرَى |
اثرنا عليها صدور الرما | ح يمرح في ظلهن الردى |
فجاءت تدفق في جريها | كما افرغت في الحياض الدلا |
وليل مررنا بظلمائه | نُضَاوِي كَوَاكِبَهُ بِالظُّبَى |
إذا مُدّتِ النّارُ بَاعَ الشُّعاعِ | مددنا اليها ذراع القرى |
وَيَوْمٍ تَعَطَّفُ فِيهِ الجِيَا | د تشرق الوانها بالدما |
فَمَا بَرِحَتْ حَلْبَة ُ السّابِقَا | ت توردنا عفوات المدى |
بركض يصدع صدر الوها | دِ، حَتّى تَئِنّ قُلُوبَ الصّفَا |
يَلُوذُ بِأبْيَاتِنَا الخَائِفُو | نَ، حَتّى طَرَائِدُ وَحْشِ الفَلاَ |
وتصغى لنا فاريات الخطو | ب قواضب ما آجنت بالصدا |
يبشرها بعد هماتنا | بان الحمام قريب الخطا |
وَجَوٍّ تَقَلَّبُ فيهِ الرّيَا | ح بين الجنوب وبين الصبا |
سللنا النواظر في عرضه | فَطَوّلَ مِنْ شأوِها المُنْتَضَى |
تصافح منه لحاظ العيون | مَرِيضَ النّسِيمِ أرِيضَ الرُّبَى |
وَإنّي عَلى شَغَفِي بالوَقَارِ | احن الى خطرات الصبا |
ومما يزهدني في الزمان | ويجذبني عن جميع الورى |
اخ ثقف المجد اخلاقه | وَأشْعَرَ أيّامَهُ بالعُلَى |
وانكحه بهديّ السنا | وطلقه من قبيح النشا |
وَقُورٌ، إذا زَعْزَعَتْهُ الخُصُو | مُ، وَانفَرَجَتْ حَلَقاتُ الحُبَى |
اذا هزهز الرمح روّى السنا | نَ، وَاستَمطَرَ السّيفُ هامَ العِدَى |
وَمَا هُوَ إلاّ شِهَابُ الظّلا | م صافح لحظي بحسن الرُّوا |
يقص ومن غير سهم اصاب | وَيَرْمي، وَمِنْ غَيرِ قَوْسٍ رَمَى |
فَغَيْثٌ يُعانِقُني في السّحَابِ | وبدر ينادمني في السما |
سَقَاني عَلى القُرْبِ كاسَ الإخَا | ءِ مطلولة بنسيم الصفا |
فلله كاس صرعت الهمو | م بسورتها وعقرت الاسا |
وسرب تنفره بالرماح | وَوَعْدٍ تَعَفّرُهُ بِالعَطَا |
وَمَاءٍ تُصَارِعُهُ بِالرّكَابِ | وجيش تقارعه بالقنا |
وَيَوْمٍ تُسَوّدُهُ بِالعَجَاجِ | وَنَادٍ تُبَيّضُهُ بِالنّدَى |
سَنَاءٌ تَبَلّدُ عَنْهُ السّمَاءُ | ومجد سها عن مداه السها |
بَني خَلَفٍ أنْتُمُ في الزّمَانِ | غيوث العطاء ليوث الوغى |
بدور اذا ازدحمت في الظلا | م شمر برديه عنها الدجى |
حَرِيّونَ إنْ نُسِبُوا بالسّمَا | حِ، جَرِيّونَ في كُلّ أمرٍ عَرَا |
لهم كل يوم الى الغادرين | جمع تقلقل عنه الفضا |
حَلَفْتُ بِسابحَة ٍ في الفِجَاجِ | تمزج اخفافها بالذرى |
وتنهض في صهوات الهجير | بين النعام وبين المها |
بخطوٍ يمزق برد الصعيد | وركض يلطم وجه الملا |
هَبَبْنَ، وَلَمْ تُغْرِهِنّ الحُداة ُ | فقام الهباب مقام الحدا |
تَحُطّ رَحَائِلَهَا بالمَقَامِ | وتلقي ازمتها بالصفا |
لقد حل ودك من مهجتي | بحَيْثُ يُقِيلُ الأسَى وَالإسَا |
وحاشاك ان تستسر الوداد | وَتُرْمِدَ بالهَجْرِ طَرْفَ الهَوَى |
لبذل الندى ان ثويت الثوى | وفل العدى ان سريت السرى |
رايت عليا يرد الرسيل | حسير القوائم دامي القرى |
اذا الركب حط بابوابه | تَنَفّضَ عَنْهُ غُبَارُ النّوَى |
وان سلك البر هز الرعا | نَ، حتى يُنَفّرَ ذَوْدَ القَطَا |
بِكُلّ مُعَوَّذَة ٍ بِالحَدِيـ | ـدِ، إنْ رَوّعَتْهَا نِبَالُ العِدَى |
سَأشدُوا بذِكْرِكَ ما استَعبَرَتْ | مَطِيٌّ يُثَلِّمُ فيها الوَجَى |
وَأُصْفيكَ وُدّي، وَبَعضُ الرّجا | ل يمزج بالود ماء القلا |
يَخبطُ الضّلُوعَ عَلى إحْنَة ٍ | ويرعى الاخاء بعين العما |
ولما ذكرتك حن الفؤا | د واعتل في مقلتي الكرى |
فَلا زِلْتَ في رَقَداتِ النّعِيـ | ـمِ تَهْفُو بِلا مُوقِظٍ مِنْ أذَى |
رياض تشق عليك النسيم | وَلَيْلٌ، يَمُجّ عَلَيْكَ الضّحَى |