قصرَ الأعزة ِ، ما أعزَّ حماكا!
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قصرَ الأعزة ِ، ما أعزَّ حماكا! | وأجلَّ في العلياءِ بدرَ سماكا! |
تتساءلُ العربُ المقدسُ بيتها: | أَأُعِيدَ بانِي رُكنِه فبَناكا؟! |
وتقولُ إذ تأتيكَ تلتمسُ الهدى : | سِيَّانِ هذا في الجلال وذاكا |
يا مُلتَقى القمَرَيْنِ، ما أَبهاكَ! بل | يا مَجْمَعَ البَحْرَين، ما أَصفاكا! |
إنّ الأَمَانَة َ، والجلالة َ، والعُلا | في هالة ٍ دارتْ على مغناكا |
ما العِزُّ إلا في ثرَى القدَمِ التي | حَسَدَتْ عليها النيِّراتُ ثراكا |
يا سادسَ الأمراءِ من آبائه | ما للإمارة ِ مَنْ يُعَدُّ سِواكا |
التركُ تقرأُ باسمِ جدَّك في الوغى | والعُرْبُ تَذكرُ في الكتاب أَباكا |
نسبٌ لو انتمت النجومُ لعقدهِ | لتَرَفَّعَتْ أَن تَسكنَ الأَفلاكا |
شرفاً - عزيزَ العصرِ - فتَّ ملوكهُ | فضلاً، وفاتَ بينهمُ نجلاكا |
لك جنَّة ُ الدنيا، وكوثرها الذي | يجري به في الملكِ شرطُ غناكا |
ملكٌ رعيتَ اللهَ فيه، مؤيداً | باسم النبي، موفقاً مسعاكا |
فأَقمتَ أمراً ـ يا أَبا العباسِ ـمأْ | مونَ السبيلِ على رشيد نهاكا |
إن يَعرضوهُ على الجبال تَهنْ له | وهيَ الجبالُ، فما أشدَّ قواكا |
بسياسة تقفُ العقولُ كليلة ً | لا تستطيع لكُنْهِها إدراكا |
وبحكمة ٍ في الحكمِ توفيقيَّة ٍ | لك يَقتَفي فيها الرجالُ خُطاكا |
مَولايَ، عيدُ الفطرِ صُبحُ سُعودِه | في مصرَ أسفر عن سنا بشراكا |
فاستقبلِ الآمالَ فيه بشائراً | وأشائراً تجالى على علياكا |
وتلقَّ أَعيادَ الزمان مُنيرة ً | فهناؤُه ما كان فيه هَناكا |
أيامكَ الغرُّ السعيدة ُ كلها | عيدٌ، فعيدُ العالمين بَقاكا |
فليبقَ بيتكَ، وليدمْ ديوانه | وليحيَ جندكَ، ولتعشْ شوراكا |
وليهنني بك كلّ يومٍ أنني | في ألفِ عيدٍ من سعودِ رضاكا |
يا أيها الملك الأَريبُ، إليكها | عذراءَ هامتْ في صفاتِ عُلاكا |
فطوتْ إليكَ البحرَ أَبيضَ نِسبة ً | لِنظيرهِ المورودِ من يُمناكا |
قدِمَتْ على عيدٍ لبابك بعدما | قدِمَتْ عليَّ جديدة ً نُعماكا |
أو كلما جادتْ نداكَ رويتي | سَبَقتْ ثَنايَ بالارتجالِ يداكا؟ |
أنتَ الغنيُّ عن الثناِ، فإن تردْ | ما يُطربُ الملكَ الأَديبَ فهاكا |