أَمسِ انقضى ، واليومُ مِرْقاة ُ الغدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَمسِ انقضى ، واليومُ مِرْقاة ُ الغدِ | إسكندرية ُ، آن أن تتجددي |
يا غرَّة َ الوادي وسدَّة َ بابه | رُدّي مكانَكِ في البرِية ِ يُرْدَدِ |
فيضي كامسِ على العلوم من النُّهى | وعلى الفنونِ من الجمالِ السَّرْمَدِي |
وسمي النبالة َ بالملاحمِ تتسمْ | وسمي الصبابة َ بالعواطف تخلدِ |
وضعي رواياتِ الخلاعة ِ والهوى | لممثِّلين من العصورِ، وشُهَّدِ |
لا تجعلي حبَّ القديمِ وذكره | حسراتِ مِضياعٍ، ودفعَ مُبَدّدِ |
إنّ القديمَ ذخيرة ٌ من صالحٍ | تبني المقصِّرَ، أوتحثُّ المقتدي |
لا تفْتَتِنْكِ حضارة ٌ مَجلوبة ٌ | لم يبنَ حائطها بمالكِ واليدِ |
لو مالَ عنكِ شِراعُها وبُخارُها | لم يبقَ غيرُ الصَّيْدِ والمتصيّد |
وُجدَتْ وكان لغيرِ أَهلِكِ أَرضُها | وسماؤها، وكأنها لم توجد |
جاري النزيلَ، وسابقيه إلى الغنَى | وإلى الحجا، وإلى العلا والسؤدد |
وابني كما يبني المعاهدَ، واشرعي | لشبابك العرفانَ عذبَ المؤرد |
أَخِزانة َ الوادي، عليكِ تحيَّة ٌ | رَبَضتْ كجُنْحِ الغيهَب المتلبِّدِ |
ما أَنتِ إلا من خزائنِ يوسفٍ | بالقصدِ، موحِيَة ٌ لمن لم يقصِدِ |
قلدتِ من مال البلادِ أمانة ً | يا طالما افتقرتْ إلى المتقلِّد |
وبلغْت من إيمانِها ورجائِها | ما يبلغُ المحرابُ من متعبِّد |
فلوَ أنَّ أَستارَ الجلالِ سَعَتْ إلى | غيرِ العتيقِ لبستِ ممّا يرتدي |
إنَّا نُعَظِّمُ فيكِ أَلوِيَة ً على | جنباتها حشدٌ يروح ويغتدي |
وإذا طمعتَ من الخليَّة ِ شهدها | فاشهَدْ لقائدها وللمُتجَنّد |
لا تمنحِ المحبوبَ شُكرَك كلَّه | واقرنْ به شكرَ الأجيرِ المجهد |
إسكندرية ُ شرفتْ بعصابة ٍ | بيضِ الأسرة ِ، والصحيفة ِ، واليد |
خدموا حِمى الوطنِ العزيزِ، فبورِكوا | خدَماً، وبورك في الحمى مِن سَيّد |
ما بالُ ذاك الكوخِ صَرَّحَ وانجلَى | عن حائطيْ صرحٍ أشمَّ ممردٍ؟ |
مِن كسْرِ بيتٍ، أَو جِدارِ سَقِيفة ٍ | رَفع الثباتُ بِناية ً كالفرْقَد |
فإذا طلعتَ على جلالة ِ ركنها | قلْ: تِلك إحدى مُعجزات محمدِ |