قل لرجالِِ: طغى الأسير
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
قل للرجالِِ: طغى الأسير | طيرُ الحِجالِ متى يَطيرْ؟ |
أوهى جناحيه الحديـ | ـدُ، وحَزَّ ساقَيْهِ الحرير |
ذهب الحجاب بصبره | وأَطال حيْرتَه السُّفور |
هل هُيِّئَتْ دَرَجُ السما | ء له، وهل نُصَّ الأثير؟ |
وهل استمرَّ به الجَنا | حُ، وَهَمَّ بالنَّهْض الشكير؟ |
وسما لمنزله من الد | نيا، ومنزلُه خطير؟ |
ومتى تُساس به الريا | ضُ كما تُساس به الوكور؟ |
أوَكُلُّ ما عند الرجا | لِ له الخواطبُ والمهمور؟ |
والسجنُ في الأَكواخ، أَو | سجنٌ يقال له: القصور؟ |
تالله لو أَن الأَد | يمَ جميعَه روضٌ ونور |
في كلّ ظلٍّ ربوة ٌ | وبكلّ وارفة ٍ غدير |
وعليه من ذَهبٍ سيا | جٌ ، أو من الياقوت سور |
ما تَمَّ من دون السما | ءِ له على الأرض الحُبور |
انّ السماءَ جديرة ٌ | بالطير ، وهو بها جدير |
هي سرجُهُ المشدودُ ، وهـ | ووضعْتَه، وعلمْتَ أَن |
يتعايا بجناحٍ وَيَنوءْ | بجناح مُذْ وَهَى ما صلحا |
حُرِّيَّة ٌ خُلِق الإنا | ث لها ، كلما خلق الذكور |
هاجَتْ بناتِ الشعرِ عيـ | ـنٌ من بنات النيل حُور |
لي بينهن ولائدٌ | هم من سواد العين نور |
لا الشعرْ يأْتي في الجما | ن بمثلهن ، ولا الجور |
من أَجلهن أَنا الشفيـ | ـقُ على الدُّمَى ، وأَنا الغيور |
أَرجو وآمل أَن ستجـ | ـري بالذي شِئنَ الأُمور |
يا قاسم، انظر: كيف سا | ر الفكرُ وانتقل الشعور؟ |
من كلِّ ناحية لها أَوكار | |
جابت قضيَّتُكَ البلا | دَ، كأَنها مَثَلٌ يسير |
رحمة ُ اللهِ له! هل عَلمِا | |
ما الناسُ إلا أوَّلٌ | يمضي فيخلُفه الأَخير |
الفكرُ بينهما على | بُعْدِ المَزارِ هو السفير |
هذا البناءُ الفخمُ ليـ | ـس أساسهُ إلا الحَفير |
حتى كأَنك للعناية جار | |
إن التي خلَّفْتَ أَمـ | ـسِ، وما سِواكَ لها نصير |
نهض الخفيُّ بشْنها | وسعى لخدمتها الظهير |
في ذمة الفُضْلَى هدى | جِيلٌ إلى هاد فقير |
ناحَ إذ جَفناشَ في أَسرِ النجومْ | قَدَرٌ على يُمْنَى يَدَيْهِ سلامة ٌ |
أقبلنَ يسأَلْنَ الحضا | رة َ ما يُفيد وما يَضير |
ما السُّبْلُ بَيِّنَة ٌ، ولا | كلُّ الهُداة ِ بها بصير |
ما في كتابِكَ طَفْرَة ٌ | تُنْعى عليكَ، ولا غرور |
هَذَّبْتَه حتى استقامت | من خلائقك السطور |
حسابَ واضعِه عسير | |
لك في مسائله الكلا | مُ العفُ والجدلُ الوَقور |
ولك البيانُ الجذلُ في | أَثنائه العلمُ الغزير |
في مطلبٍ خَشنٍ، كثـ | ـيرٌ في مَزالقه العُثور |
ما بالكتاب ولا الحديـ | ـث إذا ذكرْتَهُما نكير |
حتى لَنسأَلُ: هل تَغارُ | رُ على العقائد ، أم تُغير؟ |
عشرون عاماً من زوا | لك ما هي الشيءُ الكثير |
رُعْنَ النساءَ، وقد يَرُو | عُ المُشْفِقَ الجلَلُ اليسير |
فَنَسِينَ أَنك كالبدو | ر، ودونَ رِفعتِكَ البُدور |
تفنى السِّنون بها، وما | آجالها إلا شهور |
لقد اختلفنا، والمُعا | شِرُ قد يخالفه العَشير |
في الرأي، ثُمَّ أَهاب بي | وبك المُنادِمُ والسَّمير |
ومحا الرَّ,َاخُ الى مغا | ني الودِّ ما اقترف البُكور |
ثم خان التاجُ وُد المفْرِِ | ونبَتْ بالأَنْجُمِ الزُّهْرِ الديارْ |
في الرأْي تَضْطَغِنُ العقو | لُ وليس تضطغن الصدور |
قل لي بعيشِك: أَين أَنـ | ـت؟ وأَين صاحبُك الكبير؟ |
أين الإمام ؟ وأين إسـ | ـماعيلُ والملأُ المنير؟ |
لما نزلتم في الثرى | تاهت على الشهب القبور |
عصر العباقرة ِ النجو | مِ بنوره تمشي العصور |
خضبَ الجند به الأرضَ دما | وقلوبُ الجندِ كالصخرِ القسي |
نزل الناجي على حكم النوى | وتوارى بالسرى من طالبيه |
بانٍ، ولم يُدركهُمُ حَفَّار | |
للبأْس فيه، ولا الأَسِنَّة ُ دار | من أخي صيدٍ رفيقٍ مرس ؟ |
ناقلاتٍ في العبير القدما | واطئاتٍ في حبير السُّنْدُسِ |
وسيلقى حينهُ نسرُ السما | يوم تطوى كالكتاب الدرس |
أَم فتية ٌ ركبوا الجناح فطاروا؟ |