يا أيها الإنسان |
نحن أمام صفحـة جديدة |
في دفتر الأحزان |
في عالم |
الصدق فيه يسكن الأشجار |
والأشياء والجدران |
لكنه لا يعرف الإنسان |
يا أيها المصلوب فوق الباب |
هل تعرف العذاب؟ |
وكيف يساقط كل الحب في التراب |
حين يموت حسرة في دمنا الحنان؟ |
يا أيها الإنسان |
نحن نموت في الصباح مرة |
وفي المساء مرة |
لأننا نبحث عن أمان |
لأننا نبحث عن أسطورة الوفاء |
فنكسر الجدار في طريقنا |
نعانق الوفاء في خيالنا |
لكنه يصفعنا بالحجر الصوان |
يخذلنا جميع أصدقائنا |
واضيعة الإنسان |
تسحقنا حقيقة مريرة، |
جميع أصدقائنا الأحباب |
يرمون في وجوهنا أقنعة التراب |
ويبدأ العذاب |
بدمعة كبيرة في الزمن المهان |
ونكتب المأساة فوق دفتر الأحزان |
هذا أنا يا أيها الإنسان |
معذب قلبي على أحبتي |
من سالف الأزمان |
أحبهم |
لكنهم بالحقد يضحكون |
والزيف يضحكون معلقون هكذا بين حدود العقل والجنون |
يمارسون الحب كالعادة في حياتهم |
كالتبغ، كالدخان |
تغرق في ضميرهم سفينة الحنان |
يا أيها الإنسان |
نحن نعيش عالما مزيف الإحساس |
الحب في ضميره المثلوم مستعار |
والصدق مستعار |
والألم العميق مستعار العالم الذي نعيش يا أحبتي يعيش الانتحار |
وفوق وجه الصفحة الجديدة |
من دفتر الأحزان |
نكتب هذا الزيف والتزوير |
وجرمنا الكبير |
نكتب ما نعيش في دوامة النفاق |
نبحث عن نهاية تمسح كل عارنا |
فيصرخ الفراق |
لأننا نخلق من لقائنا بداية لقصة الإنسان |
يا أيها الإنسان |
نحن نعيش عالما سخيف |
الصدق- واضيعتنا- ينام في الرصيف |
الصدق- واحسرتنا- لا يعرف الإنسان |
نحن نعيش عالما سكران |
خمرته دماؤنا، |
وتسقط العقول فيبحث المقتول عن قاتله |
ليمسك الإنسان |
يا دفتر الأحزان |
فلتفتح السطور والأوراق |
ولترتو من دمنا المراق |
فالحب والوفاء |
والصدق والحنان والصفاء |
وكل من كانوا لنا- يا قلب- أصدقاء |
توقفوا، وانفجر ا لبكاء |
تراجعوا، وانهارت الأشياء |
تساقطوا، وسافر ا لوفاء |
يا أيها الإنسان |
نحن أمام صفحة جديدة من دفتر الأحزان |
فلنكتب التاريخ من ضميرنا |
وليسقط الجبان |
وليصمد الإنسان |
في معركة يحارب الإنسان |
ليس أمام الدفتر الحزين |
سوى انتظار الجـولة التي بها |
ينتصر الإنسان |
ويسقط الجبان |