سَل يَلدِزًا ذاتَ القُصورِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
سَل (يَلدِزًا) ذاتَ القُصورِ | هَل جاءَها نَبَأُ البُدورْ |
لَو تَستَطيعُ إِجابَةً | لَبَكَتكَ بِالدَمعِ الغَزيرْ |
أَخنى عَلَيها ما أَنا | خَ عَلى الخَوَرنَقِ وَالسَديرْ |
وَدَها الجَزيرَةَ بَعدَ إِسـ | ـماعيلَ وَالمَلِكِ الكَبيرْ |
ذَهَبَ الجَميعُ فَلا القُصو | رُ تُرى وَلا أَهلُ القُصورْ |
فَلَكٌ يَدورُ سُعودُهُ | وَنُحوسُهُ بِيَدِ المُديرْ |
أَينَ الأَوانِسُ في ذُرا | ها مِن مَلائِكَةٍ وَحورْ |
المُترَعاتُ مِنَ النَعيـ | ــمِ الراوِياتُ مِنَ السُرورْ |
العاثِراتُ مِنَ الدَلا | لِ الناهِضاتُ مِنَ الغُرورْ |
الآمِراتُ عَلى الوُلا | ةِ الناهِياتُ عَلى الصُدورْ |
الناعِماتُ الطَيِّبا | تُ العَرفِ أَمثالُ الزُهورْ |
الذاهِلاتُ عَنِ الزَما | نِ بِنَشوَةِ العَيشِ النَضيرْ |
المُشرِفاتُ وَما انتَقَلـ | ـنَ عَلى المَمالِكِ وَالبُحورْ |
مِن كُلِّ بَلقيسٍ عَلى | كُرسِيِّ عِزَّتِها الوَثيرْ |
أَمضى نُفوذًا مِن زُبَيـ | ـدَةَ في الإِمارَةِ وَالأَميرْ |
بَينَ الرَفارِفِ وَالمَشا | رِفِ وَالزَخارِفِ وَالحَريرْ |
وَالرَوضُ في حَجمِ الدُنا | وَالبَحرِ في حَجمِ الغَديرْ |
وَالدُرِّ مُؤتَلِقِ السَنا | وَالمِسكِ فَيّاحِ العَبيرْ |
في مَسكَنٍ فَوقَ السِما | كِ وَفَوقَ غاراتِ المُغيرْ |
بَينَ المَعاقِلِ وَالقَنا | وَالخَيلِ وَالجَمِّ الغَفيرْ |
سَمَّوهُ يَلدِزَ وَالأُفو | لُ نِهايَةُ النَجمِ المُغيرْ |
دارَت عَلَيهِنَّ الدَوا | ئِرُ في المَخادِعِ وَالخُدورْ |
أَمسَينَ في رِقِّ العَبيـ | ـلِ وَبِتنَ في أَسرِ العَشيرْ |
ما يَنتَهينَ مِنَ الصَلا | ةِ ضَراعَةً وَمِنَ النُذورْ |
يَطلُبنَ نُصرَةَ رَبِّهِنَّ | وَرَبُّهُنَّ بِلا نَصيرْ |
صَبَغَ السَوادُ حَبيرَهُنَّ | وَكانَ مِن يَقَقِ الحُبورْ |
أَنا إِنْ عَجِزتُ فَإِنَّ في | بُردَيَّ أَشعَرَ مِن جَريرْ |
خَطبُ الإِمامِ عَلى النَظيـ | مِ يَعُزُّ شَرحًا وَالنَثيرْ |
عِظَةُ المُلوكِ وَعِبرَةُ الـ | ـأَيّامِ في الزَمَنِ الأَخيرْ |
شَيخُ المُلوكِ وَإِن تَضَع | ضَعَ في الفُؤادِ وَفي الضَميرْ |
تَستَغفِرُ المَولى لَهُ | وَاللَهُ يَعفو عَن كَثيرْ |
وَنَراهُ عِندَ مُصابِهِ | أَولى بِباكٍ أَو عَذيرْ |
وَنَصونُهُ وَنُجِلُّهُ | بَينَ الشَماتَةِ وَالنَكيرْ |
عَبدَ الحَميدِ حِسابُ مِثـ | ـلِكَ في يَدِ المَلِكِ الغَفورْ |
سُدتَ الثَلاثينَ الطِوا | لَ وَلَسنَ بِالحُكمِ القَصيرْ |
تَنهى وَتَأمُرُ ما بَدا | لَكَ في الكَبيرِ وَفي الصَغيرْ |
لا تَستَشيرُ وَفي الحِمى | عَدَدُ الكَواكِبِ مِن مُشيرْ |
كَم سَبَّحوا لَكَ في الرَوا | حِ وَأَلَّهوكَ لَدى البُكورْ |
وَرَأَيتَهُمْ لَكَ سُجَّدًا | كَسُجودِ موسى في الحُضورْ |
خَفَضوا الرُؤوسَ وَوَتَّروا | بِالذُلِّ أَقواسَ الظُهورْ |
ماذا دَهاكَ مِنَ الأُمو | رِ وَكُنتَ داهِيَةَ الأُمورْ |
ما كُنتَ إِنْ حَدَثَتْ وَجَلَّـ | ـت بِالجُزوعِ وَلا العَثور |
أَينَ الرَوِيَّةُ وَالأَنا | ةُ وَحِكمَةُ الشَيخِ الخَبيرْ |
إِنَّ القَضاءَ إِذا رَمى | دَكَّ القَواعِدِ مِن ثَبيرْ |
دَخَلوا السَريرَ عَلَيكَ يَحـ | ـتَكِمونَ في رَبِّ السَريرْ |
أَعظِمْ بِهِم مِن آسِريـ | ـــنَ وَبِالخَليفَةِ مِن أَسيرْ |
أَسَدٌ هَصورٌ أَنشَبَ الـ | ـأَظفارَ في أَسَدٍ هَصورْ |
قالوا اعتَزِل قُلتَ اعتَزَلـ | ـــتُ وَالحُكمُ لِلَّهِ القَديرْ |
صَبَروا لِدَولَتِكَ السِنيـ | ـــنَ وَما صَبَرتَ سِوى شُهورْ |
أوذيتَ مِن دُستورِهِمْ | وَحَنَنتَ لِلحُكمِ العَسيرْ |
وَغَضِبتَ كَالمَنصورِ أَو | هارونَ في خالي العُصورْ |
ضَنّوا بِضائِعِ حَقِّهِمْ | وَضَنَنتَ بِالدُنيا الغَرورْ |
هَلّا احتَفَظتَ بِهِ احتِفا | ظَ مُرَحِّبٍ فَرِحٍ قَريرْ |
هُوَ حِليَةُ المَلِكِ الرَشيـ | ـــدِ وَعِصمَةُ المَلِكِ الغَريرْ |
وَبِهِ يُبارِكُ في المَما | لِكِ وَالمُلوكِ عَلى الدُهورْ |
يا أَيُّها الجَيشُ الَّذي | لا بِالدَعِيِّ وَلا الفَخورْ |
يَخفي فَإِن ريعَ الحِمى | لَفَتَ البَرِيَّةَ بِالظُهورْ |
كَاللَيثِ يُسرِفُ في الفِعا | لِ وَلَيسَ يُسرِفُ في الزَئيرْ |
الخاطِبُ العَلياءِ بِالـ | ـأَرواحِ غالِيَةِ المُهورْ |
عِندَ المُهَيمِنِ ما جَرى | في الحَقِّ مِن دَمِكَ الطَهورْ |
يَتلو الزَمانُ صَحيفَةً | غَرّا مُذَهَّبَةَ السُطورْ |
في مَدحِ أَنوَرِكَ الجَري | ءِ وَفي نِيازيكَ الجَسورْ |
يا شَوكَتَ الإِسلامِ بَل | يا فاتِحَ البَلَدِ العَسيرْ |
وَابنَ الأَكارِمِ مِن بَني | عُمَرَ الكَريمِ عَلى البَشيرْ |
القابِضينَ عَلى الصَليـ | ـلِ كَجَدِّهِمْ وَعَلى الصَريرْ |
هَل كانَ جَدُّكَ في رِدا | ئِكَ يَومَ زَحفِكَ وَالكُرورْ |
فَقَنَصَت صَيّادَ الأُسو | دِ وَصِدتَ قَنّاصَ النُسورْ |
وَأَخَذتَ يَلدِزَ عَنوَةً | وَمَلَكتَ عَنقاءَ الثُغورْ |
المُؤمِنونَ بِمِصرَ يُهـ | ـدونَ السَلامَ إِلى الأَميرْ |
وَيُبايِعونَكَ يا مُحَمـ | ـمَدُ في الضَمائِرِ وَالصُدورْ |
قَد أَمَّلوا لِهِلالِهِمْ | حَظَّ الأَهِلَّةِ في المَسيرْ |
فَابلُغ بِهِ أَوجَ الكَما | لِ بِقُوَّةِ اللَهِ النَصيرْ |
أَنتَ الكَبيرُ يُقَلِّدو | نَكَ سَيفَ عُثمانَ الكَبيرْ |
شَيخُ الغُزاةِ الفاتِحيـ | ـنَ حُسامُهُ شَيخُ الذُكورْ |
يَمضي وَيُغمِدُ بِالهُدى | فَكَأَنَّهُ سَيفُ النَذيرْ |
بُشرى الإِمامِ مُحَمَّدٍ | بِخِلافَةِ اللَهِ القَديرْ |
بُشرى الخِلافَةِ بِالإِما | مِ العادِلِ النَزِهِ الجَديرْ |
الباعِثِ الدُستورَ في الـ | ـإِسلامِ مِن حُفَرِ القُبورْ |
أَودى مُعاوِيَةٌ بِهِ | وَبَعَثتَهُ قَبلَ النُشور |
فَعَلى الخِلافَةِ مِنكُما | نورٌ تَلَألَأَ فَوقَ نورْ |