أرشيف الشعر العربي

زفافٌ إلى اللغة

زفافٌ إلى اللغة

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

إلى لُغةٍ

أشهى من الكأسِ جيدُها

تحُجُّ المعاني

كلُّ معنًى يُريدُها

كأنّي بها

والثوبُ يغتابُ كَرْمَةً

على صدرِها

قدْ زاحمتْهُ نُهُودُها

تحسَّسَتِ الأنثى التي هيَ

والتي

على ضفّةِ الرمزِ اسْتَحمّتْ وُرُودُها

وطافتْ على الأحلامِ كالمستحيلِ

أوْ

كأُسطورةٍ لا شيءَ إلّا خُلُودُها

ونائمةٍ

أضحى الكلامُ جميعُهُ

لَدَيْها

ولَمّا يصْحُ منها رُقُودُها

وَفَدْتُ أنا والشِّعرُ

أخْطِبُها لهُ

ولمْ ألْتَفِتْ

إلّا وهَبَّتْ وُفُودُها!

فهلْ مدَحَ (الأعْشى) أباها تُراهُ؟

أمْ

لخيمتِها نارٌ طويلٌ عَمُودُها؟

ولسْنا بأضْيافٍ عليها

وإنَّما

صَباباتُ أفكارٍ عليها حُشُودُها

وإنْ برَدَتْ نارُ القِرى أوْ تثاءَبَتْ

فإنَّ الهوى نارٌ

وعارٌ بُرُودُها!

وما ثَمَّ ليلٌ كالقصيدةِ

حيثُما

أُضِيئَتْ لمشتاقٍ

تعَصّى خُمُودُها!

فكيْفَ بها والحالماتُ شرارُها

إذا الْتهَبَتْ

والحالمونَ وَقُودُها؟

وكيفَ بشِعْري يومَ تختارُ وَصْلَهُ؟

وما حالُهُ ما إنْ يَرِدْهُ بَريدُها؟

أيُغْمى عليهِ حينَ يدري بأنَّهُ

على رَغْمِ أولادِ الكَلامِ

وحيدُها؟

***

إلى لُغَةٍ

خَمْرٌ من الوحْيِ ريقُها

ودالِيَةٍ تنمُو

ويَشْتَدُّ عُودُها

دَلَفْتُ

وكانتْ في الأغاني شَريدَةً

فلمْ ينْكَفِئْ لمَّا دَلَفْتُ شُرُودُها

إلى لُغَةٍ

تنْزاحُ عنْ يَقْظتي وعنْ

مَنامي

وفي ظِلِّي وفيَّ وُجُودُها

ودانيةٍ مِنِّي بعيدٌ قريبُها

ونائيةٍ عنِّي

قريبٌ بعيدُها

ولا حَوْلَ لي إلَّا الخيالُ

أزُمُّهُ

شِباكًا على قلْبي

عَسايَ أصيدُها!

ولا مُقْلَةٌ غيرُ المجازِ أرى بِها

فباصِرَةُ الألوانِ

كابٍ حَديدُها!

إلى اللغَةِ /العُرْسِ التي في قصائدي

وليسَ معي أرضٌ عليها أَشِيْدُها

أُسافِرُ

لكنْ لا وُصُولَ

كأنَّها

طريدَةُ بَخْتي

أو كأنِّي طَريدُها

يُساوِرُني الإفْصاحُ

وَهْيَ غريقَةٌ

على خَشَبِ الإيْحاءِ طافٍ نَشيدُها

وما كَسَرَتْني بالسُّكونِ رياحُها

ولا قارِبي

لمْ يخْتَرِقْهُ رُكُودُها!

حرامٌ على البَوْحِ المُباحِ مسامِعي

ولا ضَيْرَ

فالأُنْثى حَياءٌ صُدُودُها!

ولا بُدَّ

إلَّا أنْ يُذاقَ حريقُها

ولا بُدَّ

إلَّا أنْ يُذابَ جليدُها!

أرى البحْرَ منْزُوعًا من الرملِ

حوْلَها

يَجِفُّ

ولمْ تُفْلِتْ من الماءِ بِيدُها!

جزيرَةُ أرواحٍ

ونخلةُ تائِهٍ

متى جاعَ لمْ يبْخَلْ عليهِ جَريدُها

وتَهْتَزُّ

حتَّى يشْبَعَ الصوتُ والصَّدى

ويسْقُطَ منْ تَمْرِ القوافي نَضيدُها

وينْطَفِئُ الإصْغاءُ

وهْيَ تزيدُني

سُكُوتًا

على نَبْرِ اللّظَى

وأزيدُها!

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حيدر العبدالله) .

بريدٌ من أم أوفى

صانعُ المراكب

رُكام

أُنشودةُ الحمَأ

هُبوبُ الماء


ساهم - قرآن ٢