أرشيف الشعر العربي

هُبوبُ الماء

هُبوبُ الماء

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

تموتُ الجداولُ عند المصَبْ

كأنَّ المسافاتِ

لا تُحْتسَبْ!

وتندلعُ الريحُ

مثلَ الأساطِيرِحينَ تُجرِّحُهُنَّ الحِقَبْ

ويجري لُعابُ الطواحينِ

يجري على فِكْرةِ الماءِ

جرْيَ الرِّيَبْ

تمُوجُ الطواحينُ

تنسُجُ نَهْـرًا

بِألْفَيْ خَريرٍ

وألْفَيْ تَعَبْ!

وتَخْسرُ كُلُّ النوافيرِ أعْمارَها في المدائنِ

يا لَلْعَجَبْ!

تَموتُ الجداوِلُ

فالموتُ رَهْنُ الرتابةِ

والخُلدُ

رهْنُ الشغَبْ!

مِياهٌ حَديديَّةُ الطبْعِ

تعدُو عليْها قَنَا الريحِ

خيلُ الذهَبْ!

(يُهَـذّبُنا) الماءُ

نَصْدَأُ.

أما الصَّبا

(فتُذَهِّـبُنا) بالغضَبْ!

وشَتّانَ يا أيُّها الخُلْدُ خَصْماكَ

ذلك مجرًى

وهذا مَهَبْ..!

كأنّي أرَى الضَّوءَ يُمْلي الوَصَايَا

على الظِّلِّ

يجْلِدُهُ بالقَصَبْ!

يُلَقّنُهُ اللونَ

والظّلُّ يَأْبَاهُ

يا ضوءُ ليسَ لمعْنايَ أبْ!

أنا الظّلُّ صَبٌّ!

وما اللونُ قلْبٌ

ولا الليلُ رَحْبٌ

أنا الظّلُّ صَبْ!

يَفرُّ الصّدَى منْ فَمِ البئْرِ

صَوْتًا

يُفَتِّشُ عن ذاتِهِ في الهَرَبْ

وَحوْلكِ يا بِئْرُ

يَلْعقُ دَلْوَ الخيالِ التُّرابيِّ

غُصنُ العِنَبْ

مَجَازٌ يُخمِّرُهُ الحقْلُ في المُزْنِ

والمُزْنُ

ماضيةٌ بالحَبَبْ..

تَضيقُ الشُّجَيْراتُ بالآدَميِّينَ:

يَا آدَميُّـــونَ!

لَسْنا حَطَبْ!

خُذُونا إلى بِدْعةٍ غيرِ هذي

إلى لَهَبٍ

غيرِ هذا اللّهَبْ!

تَضِجُّ الشُّجَيْراتُ:

كُفْرًا بِكُمْ أَيُّها النّاسُ

يا

(إِدْيولوجْيَا) الخشَبْ!

تُعنِّفُنا الأرضُ:

أيُّ الجَمَادَاتِ أنتُمْ؟

أما ظَلَّ فيكُمْ صَخَبْ؟

تُعاتِبُنا أُمُّنا

أنْ أخَذْنَا المواجِدَ طُرًّا

ولمّا نَهَبْ..!

ألَسْنَا دَمَ الرِّيحِ والماءِ؟

عُذْرَ الطواحينِ؟

جُدْرانَها

والقُبَبْ؟

أَلَسْنَا اكْتِئابَ المُغَنِّي؟

صَدَى البِئْرِ؟

رَهْبَنَةَ الضَّوءِ؟

ظِلَّ الرَّهَبْ؟

ويا أرضُ ماذا تُحبِّينَ أنْ تَلْمَسي منْ لَظَانا؟

شَجًا أمْ عَتَبْ؟

رَضِيعًا يِئِنُّ؟

لماذا؟

وفي جَوْفِهِ كَونُ لهوٍ

ودُنْيا لُعَبْ!

لِماذا صُراخُ الأُمُومَاتِ عندَ الْوِلادَةِ والموتِ..؟

أيْنَ الطّرَبْ؟

وَكَيفَ يُحَاوِلْنَ

إيْجاعَ أوْجَاعِهِنَّ التي ليسَ فيها عَصَبْ؟

هو الحُبُّ يا أرْضُ!

فَلْتَقْرَعِي نَخْبَهُ

كُلَّمَا الآدَمِيُّ انْسَكَبْ

ذِرَاعَاهُ نَاعُورَتَانِ

عَلَى جَدْوَلِ المَوتِ

تَزْدَرِيانِ المَصَبْ!

لماذا يُحبُّ المُحِبُّ

إذا لمْ

يَكُنْ سَيُحرِّكُهُ منْ أَحَبْ..!؟

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حيدر العبدالله) .

نزهةٌ بين جنبيك

جمجمةٌ تلمعُ كالإبريق

رُكام

سأغنّي

زفافٌ إلى اللغة


ساهم - قرآن ٣