ألاَ لا أرَى شَيْئاً ألَذَّ مِنَ الْوَعْدِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألاَ لا أرَى شَيْئاً ألَذَّ مِنَ الْوَعْدِ | ومن أملٍ فيه وإن كان لا يجدي |
ومن غفلة الواشي إذا ما أتيتها | وَمِنْ نَظِرِي أبْيَاتَهَا جَالِساً وَحْدِي |
ومن بكية ٍ في الملتقى ثم ضحكة ٍ | وَكِلْتَاهُمَا أحْلَى مِن الماءِ بالشُّهْدِ |
كأنِّي إِذا مَا أَطْمَعَتْ فِي لِقَائِهَا | عَلى دَعْوَة ِ الدّاعِي إِلى جَنَّة ِ الْخُلْدِ |
أعُدُّ بها السّاعَاتِ حَتَّى كأنَّهَا | أرى وجهها لا بل تمثله عندي |
وإن أخلفت خف الحشا لفعالها | نزاع.... واقْشَعَرّ لها جِلْدِي |
وَبِتُّ كَأَنِّي بالنُّجُومِ مُعَلَّقٌ | أسَائِلُ وُسْطَاهَا عن الكوكَبِ الفَرْدِ |
وبيضاء من بيضٍ تروق عيونها | وألوانها راحت تضل ولا تهدي |
رماني الهوى من عينها فأصابني | فأصبحت من شوقٍ إليها على جهد |
أصارع نفساً في الهوى قد تجردت | لتصرعني حتى ارعويتُ إلى الجمد |
ومن نكد الأيام علقني الهوى | بذات الثناء الغمر والنائل الحفد |
أرَانِي لمَا تَهْوَى قَرِيباً ولاَ أَرَى | مقاربة ً فيها بهزلٍ ولا جد |
فَلِلَّهِ دَرُّ المالِكيَّة ِ إِذْ صَبَتْ | إلى اللهو أو كانت تدل على رشد |
مصورة فيها على العين فلتهُ | وكالشَّمْسِ تَمْشِي في الوِشَاحِ وفي العِقْد |
سأدعو بأخلاقي الكرائم قربها | وبالود إن كانت تدوم على الود |
لَقَدْ لاَمَنِي الْمَوْلَى عَلَيْهَا وَإِنَّمَا | يلوم على حوراء تبدع بالخد |
فقلت له : بعض الملامة إنني | أرى القصد لكن لا سبيل إلى القصد |
كأنَّ فُؤادِي طَائِرٌ حَانَ وِرْدُهُ | يهز جناحيه انطلاقاً إلى ورد |
ومنْ حُبِّهَا أبْكِي إِلَيْهَا صَبَابَة ً | وألْقَى بها الأَحْزَانَ وَفْداً عَلى وَفْدِ |
يَرُوحُ بِعَينِي غُصَّة ٌ مِنْ دُمَوعِهَا | وَتُصْبِحُ أحْشَائِي تَطِيرُ مِنَ الْوَجْدِ |
وَنُبِّئْتُهَا قَالتْ جِهَاراً لأُخْتِهَا | ألا إن نفسي عند من روحه عندي |
فوالله ما أدري أغيري تطلعت | بِمَا أَرْسَلَتْ مِنْ ذَاكَ أمْ حَرَدَتْ حَرْدِي |
وَمَجْلِسِ خَمْسٍ قَدْ تَرَكَتْ لِحُبِّهَا | وهن كزهر الروض أن لؤلؤ السرد |
يساقطهن للزير الموكل بالصبا | حديثاً كوشي البرد يغرين في الورد |
كأن رجائي بعدما انتظرت به | على عاقلٍ بالشعف أو جبلٍ صلد |
إذا قربت شطت وتدنو إذا دنت | تعول بريعان الشباب على الصمد |
فَيَا عَجَباً مِنْ سُعْدَى قَرِيبَة ً | ومن قربها في البعد ويلي على البعد |
فَيَا سَقَمَا فَقْدُ الحَبِيب إِذَا نَأى | ورؤيته في النوم أودى من الفقد |