أَصَفْرَاءُ مَا أنْسَى هَوَاكِ وَلاَ وُدِّي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَصَفْرَاءُ مَا أنْسَى هَوَاكِ وَلاَ وُدِّي | وَلاَ مَا مَضَى بَيْنِي وَبَيْنِكِ مِنْ وُكْدِ |
أبى الله إلا أن يفرق بيننا | وكنا كماء المزن بالعسل الشهد |
فَيَا غَادياً يَخْتَالُ في الْعطْر وَالْحُلَى | ويا واقفاً يبكي مقيماً على فقد |
أصَفرَاءُ مَا صَبْرِي وأَنْت غَرِيبَة ٌ | كأنك عند ابن السميذع في لحد |
إِذا هتف الْقُمريُّ رَاجعَنِي الْهَوَى | بشوقٍ ولم أملك دموعي من الوجد |
أصَفْرَاءُ لا تَبْعَدْ نَوَاك فَإنَّمَا | يَسُوقُ لَك الْمَرْأَى حَبيبُك منْ بُعْد |
نَظَرْتُ بحَوْضَى هَلْ أَرَاكِ فَلَمْ أُصِبْ | بعَيْني سوَى الْجَرْعَاءِ وَالأَبْلَقِ الْفَرْدِ |
فَيَا حَزَنَا فِي الصَّدْر منْك حَرَارة ٌ | وَفِي النَّفْس حَاجَاتٌ تَشُوقُ وَلاَ تُجْدِي |
وَقَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ أَصَبْتَ فَلا تَكُنْ | أَحاديث نمَّامٍ تُنيرُ وَلا تُسْدي |
لَعلَّك تُسْلَى أوْ تُسَاعفُك النَّوَى | ولم تلق ما لاقى ابن عجلان من هند |
يَخَوِّفُنِي مَوْتَ الْمُحبِّينَ صَاحِبي | فَطُوبَى لَهُمْ سيقُوا إِلَى جَنَّة الخُلْد |
وما لَقِيَ النَّهْدِي إِلا سَعَادَة ً | بمصرعه صلى الإله على النهدي |
أصفراءُ لولا ما أُؤمل من غَدٍ | ضرَبْتُ بسيفي رأس قيِّمِك العَبْدي |
أَصَفْرَاءُ لَوْ أَرْسَلْتِ فِي الريح حَاجَة ً | سكنت إليها أو حرجتُ من الجهد |
أما تذكرين الراح والعود والندى | ومجلِسَنا بين الأُزيهر والصمد |
كَأنِّي إِذَا ما كُنْتُ فِيهِ وَلا أرَى | سوى وصفات الدهر أيامها عندي |
تذكَّرْتُ يَوْماً بِالْجُرَيْدِ وَليْلة ً | بذات الغضا طابت وأخرى على العد |
ليالي ندنو في الجوار ونلتقي | على زاهِر يَلْقى الْغزالة بِالسَّجْدِ |
فعاودني دائي القديم بحبه | وَفَرَّ إِلَى صَفْرَاءَ قَلْبِي مِنَ الْبُرْدِ |
لَقَدْ كَانَ مَا بَيْنِي زَمَاناَ وَبَيْنَهُا | كما كان بين المسك والعنبر الورد |