أرشيف الشعر العربي

دعوة

دعوة

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

لا تخرج من بيتك

لا داعي أن تخرج من بيتك

اقبع في ركن منه, و أوصد بابك

مثل القابع في داره

مثل الآمن في غاره

بابك محرابك, فتعبَّد

و تفيأ ظلَّ جداره

و تنعَّمْ بضجيج صغاره

فالعالم في الخارج معتوه

قد جُنَّ فعربد

و الطقس كئيب و ملبَّد

و البرد شديد...فتشدد

البرد شديد هذا العام

و الأفق غمام

و جبين العاصفة تفصَّد

ثلجا أسود

فاشدد في صمت أوتارك

و تدثر...لا تبرح دارَك

إن تخرج...تزدد

لا تخرج من بيتك

اقبع في دارك

تربح

و احتمل العزلةَ, و تعوَّد

أغلق شباكك, لا تأمن لهبوب الريح

للنسمة أذنان

و للجدران

عينان...و لليل فحيح

و الجو ردىء و مُعبَّأ

و الخمرةُ أردأ

فاشرب و تداوَ من نفس الداء

صحوك أسوأ

و جميع الأشياء سواء

و شتاؤك قاس فتزوَّد

و أعدَّ نبيذا و عشاء

و اقدح نارك

أحرق في نارك أشعارَك

فالشِعر تجمد

في زمني...و الحرف تجعَّد

لا تخرج من بيتك, و الزم دارك

تأمنْ عارَك

و التَحِف الصمت...تفرَّد

امكث عند المنضدة و وسِّع أذنيك

و اسمع

بل أغلقها, حتى لا تسمع

و افتح عينيك

أغلقها, حتى لا تحلم

يسرقك الحُلم فلا ترجع

و ابق مكانك منتظرا

لا داعي أن تنتظر...تمدد

و امسك أعصابك...لا تفزع

وسِّد قدميك المقعد

سيطول بك الأمر...تجلَّد

لا تخرج من باب البيت

لُذ بالصمت

كن منفردا حتى الموت

وحدتك صديقتُك...توحَّد

بالوحدة يأتي العالَم لك

و يدق الباب عليك

لا تعبأ

لا تفتحْ للطارق بابا

سيجىء إليك

سيجىء بنفسه

يتسلل

كي يحسر عنه نقابا

و سيذهل

و يخرُّ على قدميك

فتمرَّد

لحظتها...لن يملك إلا أن يتلوَّى

يتلوَّى بين يديك .

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (فتحي سعيد) .

إلا الشعر يا مولاي

دعوة

مصر لم تنم

مصر الشعراء

أحبه كثيرا


مشكاة أسفل ٢