لا تلمني على عُبيدة َ صاحِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا تلمني على عُبيدة َ صاحِ | زودتني زاداً من الأتراح |
وانْهَنِي إِنْ نَهَيْتَنِي عَنْ هَوَاهَا | باسم أخرى إنّ اسمها من فراحي |
بَلْ دَع الحُبَّ ثمّ لُمْنِي عَلَيْهَا | ذِكْرُكَ الحُبَّ زَائِدِي في ارتيَاحِي |
قَدْ ذَكَرْتُ الْهَوَى فَرَقّ فُؤَادِي | وَدَعَوْتُ اسْمَهَا فَطَارَ جَنَاحِي |
وَلَقَدْ كُنْتُ ذَا مُزَاح فَأصْبَحْـ | تُ على حبِّها قليلَ المزاح |
طرباً للرِّياح هبَّت جنوباً | أينَ مثلي يهوى هبوبَ الرّياح |
أيُّهَا المرْءُ إِنّ قَلْبَكَ صَاح | مِنْ هَوَاهَا وَلَيْسَ قَلْبِي بِصَاحِ |
أفتنتني لا ريبَ عبدة ُ إنِّي | مِنْ هَوَاهَا على سَبِيلِ افْتِضَاحِ |
هلْ عَلى عَاشِقٍ خَلاَ بِحَبِيبٍ | في التزام وقبلة ٍ من جناح |
إنَّما بالفؤادِ والعينِ منِّي | حبُّ شبعى الخلخال غرثى الوشاح |
مُكْرَبٌ فَوْقَ مَعْقَدِ الْمِرْطِ مِنْهَا | واحتشى المرطُ من أباة ِ رباح |
بِنْتُ سِتْرٍ لَمْ تَبْدُ للشَّمْس يَوْماً | مَا خَلاَ الفِطْر أوْ غَدَاة َ الأَضَاحي |
سَلَبَتْهُ يَوْمَ الخُرُوج حِجَاهُ | بأسيل العطبولِ والأوضاح |
وبثغرٍ يحكي المخبِّرُ عنهُ | نَفْحَة َ المسْكِ فُتّ في كأسِ رَاح |
يا خَليليَّ تلكُمَا دَاء عَيْنِي | ودوائي من دمعها السفَّاح |
إنّ أمّ الوليد - فاسترقياها - | أفسدتني وعندها إصلاحي |
ثُمّ قُولا لَهَا بِقَوْلٍ وَفِيهَا | ضِنَّة ٌ مِنْ فِؤادِهِ المُسْتَبَاح: |
اسجحي يا عبيدُ في ودِّ نفسي | ليسَ إمساكها من الإسجاح |
أقْلَقَ الرُّوحَ طُولُ صَفْحِكِ عَنِّي | وصليني وسكِّني أرواحي |
ولقد قلتُ للنِّطاسيِّ :أعطيك | تلادي وطارفي بالنَّجاح |
داوني من حمام قلبي إليها | بدواءٍ يردُّ غربَ الجماح |
فَاحْتَمَانِي وَقَالَ: دَاءٌ عَيَاءٌ | مَا لِمَنْ يُبْتَلَى بِهِ مِنْ رَوَاحِ |
مَا دَواءُ الَّذِي يُسَهَّدُ بِاللَّيْـ | لِ ولا يستريحُ في الإصباحِ |
فَتَجَهَّزْتُ لانْقِضَاء حَيَاتِي | وَاسْتعدَّتْ لِمِيتَتِي أنْواحِي |