يَا حُبَّ عَبْدَة َ قَدْ رَجَعْتَ جَدِيدَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَا حُبَّ عَبْدَة َ قَدْ رَجَعْتَ جَدِيدَا | مَا كُنْتُ أحْسِبُ هَالِكاً مَوْجَودَا |
لله درك من خليط شاعفٍ | هل ينفعنك أن أبيت عميدا |
إِنْ كَانَ فِي طُولِ الصَّحَابَة ِ عِبْرَة ٌ | فَلَقَدْ صَحِبْتُكَ شَائِباً وَوَلِيدَا |
مَا فِي اتَّبَاعِكَ إِنْ تَبِعْتُكَ رَاحَة ٌ | ولئن ففقدت لأفقدن مجودا |
راجعت من كلف لعبدة يدناً | لا أستطيع به القيام وحيدا |
وذكرت من رمضان آخر ليلة ٍ | طلعت كوكبها علي سعودا |
إذ نلتقي حلقاً ونسترق الهوى | سَرَقَ الْعَفَارِيتِ السَّمَاعَ مَذُودَا |
فَكَأنَّنَا عَسَلٌ بِمَاءِ سَحَابَة ٍ | بَعْدَ التَّفَرُّغِ بِالأنَاة أعِيدَا |
وَغَدَاة َ تَرْمقُهَا الْوُشَاة ُ سَألْتُها | مَا خَافَ مِنْ قَمَرٍ سِوَاكِ وَعِيدَا |
وإذا تعرض ذكرها كاتمتهُ | وكفى بأدمعي السجام شهودا |
وَيَلُومُنِي الصَّلِفُ الْخَلِيُّ وَإِنَّمَا | بَكَرَتْ وَسَاوِسُهَا عَلَيَّ وُفُودَا |
وَكَأنَّنِي رَحِلٌ أضَلَّ رُقَادَهُ | عان تطيف به الهموم جنودا |
ولقد حسدت على عبيدة عينها | عجباً خلقت لما أحب حسودا |
وثقيلة ِ الأرْدافِ مُخْطفة ِ الْحشا | مثل الغزالة مقلتين وجيدا |
قَامَتْ تُوَدِّعُنِي فَقُلْت لَهَا: قِرِي | قَدْ كُنتِ نَائِيَة ً وَكُنْتُ بَعِيدَا |
لا تَعْجَلِي نَصِلَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ | لا خَيْرَ فِي شَرْعِ الفَتَى تَصْرِيدَا |
قَالَتْ: وَكَيْفَ بِمَا تُحِبُّ مَعَ الْعِدَى | شبت عيونهمو علي وقودا |
ذوقي عبيد كما أذوق من الهوى | إِنْ كُنْتِ صَادِقَة َ الصَّفَاءِ وَدُودَا |
إن الْمُحِبَّ يَذُوبُ مِنْ مَضَضِ الْهَوَى | دون السراب ولا يكون حديدا |