دَعْنِي أمُتْ بِالْهَوَى لا يَلْحَنِي لاَحِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دَعْنِي أمُتْ بِالْهَوَى لا يَلْحَنِي لاَحِ | ليس المشوقُ إلى الأحباب كالصَّاحي |
لَوْ كُنْتَ تَطْرَبُ لَمْ تُنْكِرْ بُكَا طَرِبٍ | صَبٍّ عَلى نَفْسِهِ بِالشِّعْرِ نَوَّاح |
خفِّض جشاكَ على نأي الدُّنوِّ بها | آلَيْتُ أُدْنِي نَصِيحاً مَا وَحَى وَاح |
قد هرّ قبلكَ كلبٌ دون حجرتها | فَهَلْ فَزِعْتُ لِكَلْبٍ مَر نَبَّاح |
أبى ليَ اللَّعجُ المشبوبُ في كبدي | وفي فؤادي وأوصالي وأرواحي |
أرتاحُ للرِّيح إن هبَّت يمانية ً | وأنتَ عندي رخيمٌ غيرُ مرتاح |
لاَ أسْمَعُ الصّوْتَ إِلاَّ صَوْتَ جَارِيَة ٍ | تدعو إلى أسد من حبِّها شاح |
كأنَّما انتزعت حبِّي بدعوتها | كَأنَّهَا جَبَلٌ من دُونِ نُصَّاحِي |
رَيَّا الرّوَادِف مِلْوَاحٌ مُنَعَّمَة ٌ | يا حبَّذا كلُّ ريَّا الرِّدف ملواحُ |
لَمْ تَرْثِ لي مِنْ جَوَى حُبٍّ وَقَدْ ضَحِكَتْ | عن بارِدٍ كَوَمِيضِ الْبَرْقِ لَمّاح |
كأنّ في طرف عينيها إذا نظرتْ | بِناظر عٌقَداً مِنْ سِحْرِ سَبَّاح |
تسرُّ عيناً وتلقى الشَّمس غيبتها | كأنَّمَا خُلقَتْ منْ ضوءِ مِصْبَاحِ |
أمسي أؤمِّلُ جدواها فتخلفني | وَمَا أزَالُ كَمَا أمْسَيْتُ إِصْبَاحِي |
وَكَيْفَ يُخْلِفُ مَأْمُولٌ لَهُ شَرَفٌ | مِنْ بَعْدِ مَا قَالَ خَيْراً لامْرىء ٍ ناح |
يلومني صاحبي فيها وقد فتحتْ | إلى الصَّبَابَة ِ لي بَاباً بمفْتَاح |
خاضتْ منَ الحبِّ ضحضاحاً وما رضيت | حتى جَشِمْتُ إِلَيْهَا غَيْرَ ضَحْضَاح |
تَسَوّكَتْ لي بِمِسْوَاكٍ لِتُعْلِمَنِي | مَا طَعْمُ فيهَا وَمَا هَمَّتْ بإصلاح |
لَمّا أتَنْنِي عَلى الْمِسْوَاكِ ريقَتُهَا | مثلوجة َ الطَّعم مثل الشّهدِ بالرَّاح |
قبلت ما مسَّ فاها ثم قلتُ لهُ: | يَا لَيْتَنِي كُنْتُ ذَا الْمِسُوَاكَ يَا صَاح |
قُلْ للرَّبَابِ: ارْجِعِي رُوحِي إلى جَسَدِي | أوْ عَلِّليني بِوْجهٍ مِنْكِ وَضّاح |
عَلى الْوَسَاوس تُعْفِيني وَتَتْرُكُنِي | مِنْ بَاكِرٍ بِدَعَاوي الْحُبِّ رَوَّاح |