تثاقل ليلي فما أبرح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تثاقل ليلي فما أبرح | وَنَامَ الصَّبَاحُ فَمَا أصْبِحُ |
وَكُنْتُ امْرَأ بالصِّبَا مُولَعاً | وَبِاللَّهْوِ عِنْدِي لَهُ مَفْتَحُ |
لقد كنت أمسي على طربة ٍ | وأصبح من مرحٍ أمرحُ |
فلما نهاني إمام الهدى | ولاح لي المطلع الأفيح |
وَجَارِيَة ٍ دَلُّهَا رَائِعٌ | تعف فإن سامحت تمزح |
كأن على نحرها فأرة ً | من المسك في جيبها تذبح |
كأن القرون على متنها | أساود شت بها أبطح |
لها منطق فاخر فاتن | كَحَلْي الْعَرِائِسِ يُسْتَمْلَحُ |
وعينان يجري الردى فيهما | وَوَجْهٌ يُصَلَّى لَهُ أسْجَعُ |
وَثَدْيٌ لِرُؤْيَتِهِ سَجْدَة ٌ | يدين له الناسك الأجلح |
وَثَغْرٌ إِذَا ذُقْتَهُ لَمْ تَمُتْ | وَطَابَ لَكَ الْعَيْشُ وَالْمَسْرَحُ |
وَخَدٌّ أسِيلٌ وَكَفٌّ إِذَا | أشارت لقوم بها سبحوا |
وَسَاقٌ تُزَيِّنُ خَلْخَالَهَا | على أنها صعبة ترمح |
وَتَضْحَكُ عَنْ بَرَدٍ بَارِد | تَلاَلا كَمَا لَمَعَ الْوَحْوَحُ |
مبتلة ٌ فخمة ٌ فعمة ٌ | هَضِيمُ الْكَشْحِ بوصُهَا أرْجَحُ |
إِذَا ذُكِرتْ سَبَقتْ عبْرَتِي | وكادت لها كبدي تقرح |
مِنَ الْبِيضِ تَجْمَعُ هَمَّ الْفَتَى | كما يجمع اللبن الإنفح |
جَلَتْ عَنْ مَعَاصِمِ جِنِّيَّة ٍ | تغُشُّ بِهَا الدِّينَ لا تَنْصَحُ |
وَزَجَّاءَ بَرْجَاءَ فِي جَوْهَرٍ | تَرُوقُ بِهَا عَيْنُ مَنْ يَلْمَحُ |
خَرُوجٌ علَى جَمْع أتْرَابِهَا | كما يخرج الأبلق الأقرع |
نهاني الخليفة عن ذكرها | وَكُنْتُ بِمَا سَرَّهُ أكْدَحُ |
فأعرضت عن حاجتي عندها | وَلَلْمَوْتُ مِنْ تَرْكِهَا أرْوَح |
على أن في النفس من حبها | أحَاديثَ لَيْسَ لَهَا مَطْرَح |
تَرَكْتُ سُدَيفاً وَأصْحَابهُ | وَأحْرَمْتُ مَا يَجْتَنِي شَرْمَحُ |
وَقَالَ الْمُفَرَّك: ثَاب الْفَتى | وسالمني الكلب لا ينبح |
فهذا أوان انقضت شرتي | وَشَرَّعْتُ في الدِّينِ لا أطْلُحُ |
بَلَوْتُ ابْنَ نِهْيَا فَمَا عِنْدَهُ | سوى أن سيأكل أو يسلح |
وَذَاكَ فَتًى مَنْ سُرَاة ِ النَّبِيطِ | تعود شيئاً فما يفلح |
يحب النكاح ويأبى الصلاح | كَذَاكَ النَّبَاطِيُّ لا يَصْلُحُ |
إِذَا شِئْتَ لاقَيْتَهُ رَابِضاً | عَلَى ظَهْرِهِ رَجُلٌ يَسْبَحُ |
تَرَاهُ يُسَرُّ بِنَيْكِ ابْنِهِ | على أنه سبة ٌ تفضح |
وَمَا كَانَ إِلاَّ كَأُمِّ الْعَرُو | س إذا نكحت بنتها تفرحُ |