أ"خشاب" حقا أن دارك تزعج
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أ"خشاب" حقا أن دارك تزعج | وأن الذي بيني وبينك ينهج |
إلى الله أشكو أن بالقلب كربة ً | من الشوق لا تبلى ولا تتفرجُ |
أقول لأصحابي: دعوني وهينة ً | لبحر الهوى لا شك أني ملجج |
لخشابة َ السلوان والعطر والجنا | ولي حرقٌ تحت الهوى تتوهج |
تقطَّعُ نفْسِي حسْرة ً بعْد حسرْة ٍ | إذا قيل: تغدو من غدٍ لا تعرجُ |
ومن نكد الأيام سيقت لعانسٍ | من اللؤم لا يندى ولا يتبلجُ |
وَلَمْ أعْطَ فِيهَا حِيلَة ً غَيْرَ أنَّنِي | أحِنُّ إِلّى مَا فَاتَ مِنْهَا وَأنْشِجُ |
دَعَوْتُ بِوَيْلٍ يَوْمَ رَاحَ عَتَادُهَا | وأودعني الزفزاف ليلة أدلجوا |
وقد زادني وجداً عليها وما درت | مَجَامِرُ فِي أيْدِي الْجَوَارِي تَأجَّجُ |
بعمن منصور المغيري جمالهُ | وقلبي له هذا من الحلم أعوج |
وما خرجت فيهن حتى عذلنها | قِيَاماً وَحَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَخْرُجُ |
فقامت عليها نظرة ٌ واستكانة ٌ | تَسَاقَطُ كالنشوى حَيَاءً وَتَنْهَجُ |
وَمَا كَانَ مِنِّي الدَّمْعُ حَتَّى تَوَجَّهَتْ | مَع الصُّبْحِ يَقْفُوهَا الْفَنِيدُ الْمُسَرَّجُ |
فيا عبراً من بينها قبل نيلها | وَمِنْ سَفَطٍ فِيهِ الْقَوَارِيرُ تَحْرَجُ |
خَرَجْنَ بِهِ فِي حَجْرِ أخْرَى كَأنَّهُ | بنيُّ ليالٍ في المعاوز يدرج |
وَقَرَّبْنَ مَمْهُودَ السَّراة ِ كَأنَّمَا | غدا في ديايورد الكسا يترجرجُ |
كَنَجْمِ الدُّجَى إِذْ لاَحَ، لا، بَلْ كَأنَّهُ | سنا نار نشوانٍ تشبُّ وتبلجُ |
فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا بَكَتْ مِنْ دُنُوِّهِ | وقلنا لها: قومي اركبي الصبح أبلج |
وَفَدَّيْنَهَا كَيْمَا تَخِفَّ فَاعْرَضَتْ | تَجَشَّمُ مِمَّا سُمْنَهَا وَتَغَنَّجُ |
وَمَا زِلْنَ حَتَّى أَشْرَفَتْ لِعُيُونِهِمْ | وغنى المغني واليراع المفلج |
ولما جلاها الشمع سبح ناظرٌ | وكبر رفافٌ وساروا فأرهجوا |
وَمَا صَدَقَتْ رُؤْيَايَ يَحْفُفْنَ مَرْكَباً | وفي المركب المحفوف بدرُ متوجُ |
ويا كبدا قد أنضج الشوق نصفها | ونصفٌ على نار الصبابة ينضج |
إذا ركبت منا بليلٍ فقل لها: | علَيْكِ سَلاَمٌ مَاتَ مَنْ يَتَزَوَّجُ |
بَكَيْتُ وَمَا فِي الْعَيْنِ مِنِّي خَلِيفَة ٌ | وَلَكِنَّ أحْزَاناً عَلَيَّ تَوَلَّجُ |
ولو مت كان الموت خيراً من الشقا | وما للفتى مما قضى الله مخرجُ |