لقاء الأندلس
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تشبّثتُ بالأطلال لما بدا ليا | تراثُ الكرام الغرّ يشمخ عاليا |
وقفتُ على الرسم الذي فيه عزّتي | وقد كان دينُ الله حيّاً وباقيا |
سألتُ بقايا من بقايا فلم يجبْ | سوى طللٍ يحكي إليَّ تراثيا |
تراثَ رجالٍ جاهدوا بنفوسهمْ | وما صنعوا زحفاً وما كان باديا |
يُقرّ بفعل المؤمنين بربِّهمْ | ويدحض قولَ الكاذبين مُنافيا |
وقد كان للهنديّ وقْعٌ وقصّةٌ | وما فعلتْ فيه الرماحُ العواليا |
بأيدي رجال صادقين بعزمهمْ | يردون دارَ الخُلد يومَ التلاقيا |
أأندلسٌ ألقى، أمِ الحقُّ ضائعٌ | أمِ الناسُ في وادٍ، أمِ العقلُ ساهيا؟ |
وإني غريبٌ في ذراكِ وإن يكنْ | عليكِ بغاةٌ يجحدون عطائيا |
عطاءً لآباءٍ ورثتُ علومَهمْ | وما سطّروا بحثاً من العلم حاويا |
وقد ينصر اللهُ الحقوقَ بأمّةٍ | تعود إلى أصل من الخير شافيا |
ولن يعدمَ الرهطُ الكرام خليفةً | يسود ربوعَ المسلمين مناديا |
بما جاء في التبيان وحياً مُطهَّراً | يُعيد جموعَ العائدين مُحاميا |
يشدّ بهم أزراً ويرفع ظلمهمْ | ويدحر جمعَ الكافرين معاديا |
وما جاء في القرآن حكماً مُنزّلاً | يرصّ صفوف الساجدين مُواليا |
كذلك كنّا في رُباكِ أعزةً | وكنتِ لنا داراً وكنّا مثاويا |
نذود حماها بالبواتر عنوةً | وتصدع جورَ العابثين تماديا |
ذهبتِ فلن أنساكِ يا دُرّةَ الحَشا | وقد بقيتْ أحزانُنا مثلَ ما هيا |
ومرّتْ سنونٌ سالفاتٌ عوابسٌ | تجرّ بأذيالٍ من البَيْن كاويا |
يفيض لها دمعٌ من العين سائلٌ | يهزّ بأعماق النفوس مُجافيا |
وقد كان فيها كلُّ قرم وفطحلٍ | يرجّ قلوبَ الكافرين لياليا |