أرشيف الشعر العربي

زجاجٌ مُحطّم

زجاجٌ مُحطّم

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

سأصعدُ يوماً لألقاكِ بين الغيوم ..

فقد صرتِ أغلى و أبعدْ .

و تغسلني بركة الأمنيات لكي أتجدّدْ .

و حين أراكِ على صهوة الحلمِ أذرفُ دمعاً سخيناً ..

و أطلقُ صرخة وجدٍ بحزني المقيّدْ .

غداً تكتبُ الشمسُ أشعارنا فوق بابِ المدينة ..

و ترنو إليكِ عيونُ اليتامى ..

كلمعِ الزجاجِ المحطّمِ في بابِ مسجدْ .

غداً يا خريفَ الدموع سنبذرُ أحزاننا في الترابِ..

و يأتي المطرْ ..

لتنبتَ ضاربةً في الخصبِ طولَ الجذورِ ..

و جفنُ اللقاءِ قريحٌ مُسَهّدْ .

*** ***

ملوّنةٌ بالخضابِ القوافي ..

و قد أسدلتْ ( شهرزادُ ) جميعَ الستائرْ .

فيا أيها المستبدّ بروحي ترفّق ..

فلستُ على ثقلِ الفقدِ هذا بقادرْ .

لقد بعثرَ الغيمُ أزرارَ ثوبي ..

و من سحرِ ( بابلَ ) رشّ سريري ..

و جدّل بالوعدِ سُودَ الضفائرْ .

ستولدُ من كحلِ دمعتها ألفُ وردة ..

و من عطرها الصامتِ المستباحِ ..

سيشتعلُ الجمرُ فوق المخدّة ..

و يختلطُ الحلمُ بين البيوتِ و بين المقابرْ.

*** ***

إذا قيلَ عني : صبورٌ فلا تسمعوا ..

وإن قيلَ : كان عظيماً فذلك غشٌ ..

و إن قيلَ : يكتبُ أشعارهُ فوق خدّ الورق ..

فذلكَ محضُ افتراءٍ ..

يكادُ يغادرني الصبرُ دونَ رجوع ..

و قد صرتُ بعد انطفاءِ عيونكِ طفلاً صغيراً .

و شيخاً كبيراً .

تناثرَ منهُ الفؤادُ ببحرِ الرمالِ و ثلجِ المنافي..

حروفي نزيفٌ لأنقى دمائي .

أمامي مجاهيلُ غيبٍ ، وحزني ورائي .

فماذا سيبقى لوهْجِ القصيدة ؟

و ماذا سيجري بساقيةِ العمر في ذاتِ صيف ..

و أينَ ؟ و كيفَ ؟ و مَنْ ؟ ثمّ كيفْ ؟

*** ***

سأعرجُ يوماً لألقاكِ بينَ الغيوم ..

فقد صرتِ لغزَ المحالِ و تاجَ العلاء .

و أرجعُ من رحلتي متعباً خاسراً ..

أمرّغ ُ خدّي على شوكِ أوجاعِنا في المساء .

و حين تراني الفراشاتُ تهربُ منّي .

و حين تراني العصافيرُ في الفجرِ ..

تقسمُ أنْ لن تغنّي .

فآوي إلى صمتِ ليلي ..

و أسكبُ فوق احمرارِ الجروحِ تراتيلَ شجوي ..

و سيّءَ ظنّي .

و أكتبُ فوق المرايا نشيدَ الغيابِ الذي طال ..

ثمّ على مسمعِ الكلّ ..

أعزفُ لحني .

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبد الرزاق الدرباس) .

عنتر والماسنجر

حتّى متى ؟

زجاجٌ مُحطّم

شهوة الحبر

الشاعر


مشكاة أسفل ٢