أرشيف الشعر العربي

الشاعر

الشاعر

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .

الليل يسجد في يديك فلا تخف.

و عرائس الجن التي هجرت كهوف الوقت..

أحرقت الملف .

انثر بذورك في شفاه الجرح و انتظر المطر ..

فلربما بصقت عليها كل أسراب الخفافيش القميئة ..

للأسف.

و لربما دمعت عيون قصيدة عذراء..

يهواها رجال الوزن و التقطيع و التطويل..

في زمن الحذف .

*** ***

اسكب دنان الدمع فوق حسيس نار جهنمك ..

حتى يطاول من ركام الوجد..

شهقات القباب .

صور ملاحة حسنها ..

و تنفس الصبح الشقي على ملامح وجهها ..

و افرط تويجات البنفسج فوق خصر صبية ..

قد مرغت خد الشقائق بالوسادة..

و الكتاب .

خاطب نواح النسوة اللائي نقشن بكل سطر ..

من لياليك المبعثرة النجوم ..

وأغلق الميناء بالكفن المطيب..

حين يتشحون بعدك بالبياض ..

فتنتشي في ساحة الأرحام حفلات السباب .

دق المسامير الشهيدة في تلافيف النعوش ..

وغن في تلك الجنائز مرة :

يا حادي العيس التي غاصت برمل الغار عند ( قريشنا )

صفرا على صفر ..

ليبتدئ الحساب

*** ***

الحبر يغرق راحتيك فلا تمانع .

و عجين أمك صار أرغفة مربعة ..

و بطن القبر جائع. ارصف حروفك فوق جسر الباكيات على الغريب..

و ترقب الغادين صوب نهاية النهر العجول

و مادروا أين المنابع ؟

كل الكلام قلائد ثقبت شفاه الورد..

و التفت على خصر الأنوثة..

مثلما الثعبان فيه السم ناقع .

*** ***

خبئ بحور الشعر و الكلمات ..

في دمك المباح .

حتى إذا جاؤوك ينتهكون حرمة إصبعيك فقل لهم :

إني دخلت السجن ثم خرجت أقوى ..

و ركلت بالأقدام ثم نهضت أعلى..

و طليت بالروث الطري فصرت أحلى من أناقتكم و أغلى ..

قل لهم :لا ضير مهما قد فعلتم ..

بعد موتي سوف أحيا ..

بعد إخراسي سينطلق الصياح .

خبئ بحور الشعر في دمك المباح ..

فعصرنا العربي معصور مثقب ..

و زماننا عجب و رقص القرد أعجب ..

الشاعر الفحل الذي هزم الرياح .

*** **

اندب تجاعيد الجبين و هالة العينين ..

و الشعر الذي هجر السواد.

فكل سيدة مضت يبيض منها نصف رأس ..

و لكل طاغية و وغد قطعة من لحم مشوي الفؤاد .

لملم بقايا حلمك المقموع بالتفتيش و التنبيش و التخديش و (البقشيش )..

في زمن العمولات التي جعلت بلاد العرب ..

كبشا في المزاد .

اثقب خواصرك الطرية عل آها تفضح الليل الخبيء ..

و ارسم قيودك مثل خلخال يهز الأرض عند سقوطه .. و يحن للرجلين عند الابتعاد.

يا شاعرا كتب الزمان على الورق ..

و تكورت دنياه مثل النهد في أوج الشبق .

كفكف دماءك، إن جرحك نزف أوردة البلاد .

و بياض شعرك شمعة ولهى تذوب

لكي تنير لنا ظلام الشمس أيام الحداد .

*** ***

غيم هي الكلمات حين تقولها ..

و الصوت برق .

ليهيج بحر من أكف الراحلين غداة تلويح الوداع ..

على الطرق .

شفتاك نبع سلالة المر المصفى ..

حين تسكبه بثغر حبيبة نامت على شوك الرياح ..

و جدلت حبل الضفائر مثل مشنقة الزعيم ..

بغير حق .

صلبوك فوق كروم أوراق مقلعة التخوم ..

رجموك في حفر الهزيمة حين توقيع العهود مع الخصوم ..

جعلوك أصناما و خلوا الفأس مغلولا ..

إلى ذاك العنق .

يا شاعرا حرق المراحل في غبار الوقت لا تصمت ..

فطعم موائد الكلمات لم يبرح فمك ..

و ربيع عينيها سيبذر ياسمين الوعد ..

في كل الطرق .

*** ***

ليت الحروف مخارز ..

لسملت عين الناظرين إليك بالحسد .

و قرأت ( قل هو ) و المعوذتين و الكرسي ..

فوق تميمة الولد .

السيل من شريانك المصفود يجري..

و التنانير التي فارت سترمي في شباكك..

حبلة المسد.

ستهيم خلف الريح تسبح في ذنوب الهدهد اليمني ..

عند مفيض مأرب حيث يهرب منك ماء السد للسدر القليل ..

و كثرة الزبد .

اظمأ فكل منابع الأرض ارتوت من حلو دمك ..

ثم نقاها الفرات من القذى ..

فمشت إلى حيث النهاية دون أن تلوي ..

على أحد .

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبد الرزاق الدرباس) .

عنتر والماسنجر

شهوة الحبر

خليجية

ارتحال

حتّى متى ؟


مشكاة أسفل ٣