يا صَاحِبَيَّ أعِينَانِي عَلَى طَرَبِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا صَاحِبَيَّ أعِينَانِي عَلَى طَرَبِ | قَد آبَ لَيْلِي ولَيْتَ اللَّيْلَ لَمْ يَؤُبِ |
نصبتُ والشوقُ عناني ونصبني | إلى "سليمى "وراعيهنَّ في نصبِ |
في القصر ذي الشرفات البيض جارية ٌ | رَيَّا التَّرَائِبِ والأَرْدَافِ والْقَضَبِ |
الله أصفى لها ودي وصوَّرها | فضْلاً عَلَى الشَّمْسِ إِذْ لاَحَتْ مِنَ الْحُجُبِ |
أحِبُّ فَاهَا وَعَيْنَيْهَا وَمَا عَهِدَتْ | إليَّ من عجبٍ ويلي من العجبِ |
داء المحبِّ ولو يشفى بريقتها | كانت لأدوائه كالنار للحطب |
وناكثٍ بعد عهد كان قدَّمهُ | وكَيْفَ يَنْكُثُ بَيْنَ الدِّينِ وَالْحَسَبِ |
وَاللَّه أنْفَكُّ أدْعُوهَا وَأطْلُبُهَا | حتَّى أموت وقد أعذرتُ في الطلبِ |
قَدْ قُلْتُ لَمَّا ثَنَتْ عَنِّي بِبَهْجَتِها | وَاعْتَادَنِي الشَّوْقُ بِالْوَسْوَاسِ وَالْوَصَبِ |
يَا أطْيَبَ النَّاسِ أرْدَاناً وَمُلْتَزَماً | مني عليَّ بيوم منك واحتسبي |
إِنَّ الْمُحِبَّين لاَ يَشْفِي سَقَامَهُمَا | إِلاَّ التَّلاَقِي فَدَاوِي الْقَلْبَ وَاقْتَرِبِي |
كم قلت لي عجباً ثم التويت به | وَلاَ لِمَا قُلْتِ مِنْ رَاس وَلاَذَنَبِ |
لا تتعبيني فإني من حديثكم | بعد الصدود الذي حدثتُ في تعب |
يدعو إلى الموت طيف لا يؤرقني | وعارض منك في جدي وفي لعبي |
فالقي محباً حماه النوم ذكركم | كأنه يوم لا يلقاك في لهب |
قَالَتْ: أَكُل فَتَاة ٍ أنْتَ خَادِعُهَا | بِشِعْرِكَ السَّاحِرِ الْخَلاَّبِ لِلْعُرُبِ |
كم قد نشبت بغيري ثم زغت بها | فَاسْتَحْيِ مِنْ كَذِبٍ لاَ خَيْرَ فِي الْكَذِبِ |
هَبْنِي لَقِيتُ كما تَلْقَى وَخَامَرَنِي | دَاءٌ كَدَائِكَ مِنْ جِنٍّ ومِنْ كَلَبِ |
أنى لنا بك أو أنى بنا لكم | ونحن في قيم غيران في نشب |
لاَ نَسْتَطِيعُ وَلاَ نُسْطَاعُ مِنْ سَرَفٍ | فالصفح أمثل من وصل على رقب |
أنْتَ الْمُشَهَّرُ فِي أهْلِي وَفِي نَفَرِي | وَدُونَكَ الْعَيْنُ مِنْ جَارٍ وَمُغْتَرِبِ |
ولو أطيعك في نفسي معالجة ً | أنْهَبْتُ عِرْضِي وَمَا عِرْضِي بِمُنْتَهَبِ |
فَاحْلُبْ لَبُونَكَ إبْسَاساً وَتَمْرِيَة ً | لاَ يَقْطَعُ الدَّرَّ إِلاَّ عِيُّ مُحْتَلِبِ |
إِنَّا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنَّا مُسَاعَفَة ٌ | بما هويت وكنا عنك في أشبِ |
نَهْوَى الْحدِيثَ ونسْتبْقِي مَناصِبَنا | إنّ الصحيحة لا تبقى مع الجربِ |
خَافَتْ عُيُوناً فخفَّتْ قبْل حَاجَتِنا | وروعتنا بإعراضٍ ولم تصب |
فليْس لي عِنْدها حبْلٌ أمُتُّ بِهِ | إِلاَّ الْمودَّة مِنْ نُعْمَى ولاَ نَشَبِ |
فقد نسيتُ وقلبي في صبابته | كأنَّه عندها حيرانُ في سببِ |
قد غبتُ عنها فما رقَّت لغيبتنا | وقد شهدتُ فلم تشهدْ ولم تغبِ |
أُمسِي حزِيناً وتُمْسِي في مَجاسِدِها | لا تشتكي الحبَّ في عظم ولا عصبِ |
كأنَّهَا حَجَرٌ مِنْ بُعْدِ نائِلِها | شطَّت عليَّ وإن ناديتُ لم تُجبِ |