أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أجَارَتَنَا لاَ تَجْرَعِي وَأنِيبِي | أتَانِي مَنَ الْمَوْتِ الْمُطِلِّ نَصِيبِي |
بنيي على قلبي وعيني كأنَّهُ | ثَوَى رَهْنَ أحْجَارٍ وجَارَ قَلِيبِ |
كَأني غَرِيبٌ بَعْدَ مَوْتِ «مُحْمَّدٍ» | ومَا الْمَوْتُ فِينَا بَعْدَهُ بغَرِيبِ |
صبرت على خير الفتوِّ رزئتهُ | ولولا اتقاء الله طال نحيبي |
لعمري لقد دافعت موت "محمَّد" | لَوَ انَّ الْمَنَايَا تَرْعَوِي لِطَبِيبِ |
وما جزعي من زائلٍ : عمَّ فجعهُ | ومن ورد آباري وقصد شعيبي |
فَأصْبَحْتُ أبْدِي لِلْعُيُونِ تَجَلُّداً | ويا لك من قلبٍ عليه كئيبِ |
يُذَكِّرُنِي نَوْحُ الْحَمَام فِرَاقَهُ | وإرنان أبكار النساء وثيبِ |
ولي كل يوم عبرة ٌ لا أفيضها | لأحظى بصبرٍ أو بحطِّ ذنوبِ |
إلى الله أشكو حاجة ً قد تقادمت | على حدثٍ في القلب غير مريبِ |
دعتهُ المنايا فاستجاب لصوتها | فللهِ من داعٍ دعا ومجيبِ |
أظَلُّ لأَحْدَاثِ الْمَنُونِ مُرَوَّعاً | كأنَّ فُؤَادِي فِي جَنَاحِ طَلُوب |
عَجِبْتُ لإِسْرَاعِ الْمَنِيَّة ِ نَحَوَهُ | ومَا كانَ لَوْ مُلِّيتُهُ بِعَجِيبِ |
رزئتُ بنيي حين أروق عودهُ | وألْقَى عَلَيَّ الْهَمَّ كلُّ قَرِيبِ |
وَقَدْ كُنْتُ أرْجُو أنْ يَكُونَ «مُحَمَّدٌ» | لنا كافياً من فارسٍ وخطيبِ |
وكَانَ كَرَيْحَانِ الْعَروُسِ بَقَاؤُهُ | ذَوَى بَعْدَ إِشْرَاقِ الْغُصُونِ وَطِيبِ |
أغرُّ طويل الساعدين سميذعٌ | كَسَيْفِ الْمُحَامِي هُزَّ غَيْرَ كَذُوبِ |
غَدَا سَلَفٌ مِنَّا وَهَجَّرَ رَائِحٌ | على أثرِ الغادينَ قودَ جنيبِ |
وما نحنُ إلا كالخليط الذي مضى | فرائس دهرٍ مخطئٍ ومصيب |
نؤمِّلُ عيشاً في حياة ٍ ذميمة ٍ | أضَرَّتْ بأبْدَانٍ لَنَا وَقُلُوبِ |
ومَا خَيْرُ عَيْشٍ لاَ يَزَالُ مُفجَّعاً | بموت نعيمٍ أو فراق حبيب |
إِذَا شِئْتُ رَاعَتْنِي مُقِيماً وظَاعِناً | مصارعُ شبَّانٍ لدي وشيبِ |