عامت "سليمى " ومسّها سغبُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عامت "سليمى " ومسّها سغبُ | بل مالها لا تزال تكتئبُ |
تذكَّرتْ عِيشة ً «بِذِي سَلَم» | عِشْنا بِها نجْتنِي ونحْتلِبُ |
وأكْبرتْ بدْرة ً شرَيْتُ بِها | عِرْضِي مِن الذَّمِّ، والشّرَا حَسَبُ |
يا "سلم" عرضي حمى ً سأمنعه | والْعِرْضُ يُحْمَى ، ويُوهبُ الذَّهبُ |
لا تذكري ما مضى وشأنك بي الـ | ـيَوْمَ فإِنَّ الزَّمان ينْقلِبُ |
حُلْواً ومُرًّا وَطَعْمَ ثالِثة ٍ | فِي كُلِّ وجْهٍ منْ صَرْفِهِ عَجَبُ |
دِيني لِدهرٍ أصمَّ مُنْدِلثٍ | يُهْرَبُ مِنْ ريْبِهِ ولا هَرَبُ |
أودى بأهلي الغدير فانقرضوا | لم يبقَ منهمُ رأسٌ ولا ذنبُ |
وارْضيْ بِما رَاعَك الزَّمانُ بِهِ | ما كُلّ يوْم يصْفُوا لَكِ الْحلبُ |
جرَّبْتِ ما جرَّب الْحلِيمُ فهلْ | لاَقيْتِ عَيْشاً لَمْ يعْرُهُ نَصَبُ |
لا ينْفعُ الْمرْءَ مالُ والِدِهِ | غدا عيِيًّا، وينْفعُ الأَدبُ |
وغادة ٍ كالحباب مشرقة ٍ | رَودٍ عليْها السُّمُوطُ والْقُضُب |
كأنَّ يَاقُوتها وعُصفُرَها | فِي الشَّمْسِ إِذْ لهَّبتهُما لَهَبُ |
قالت: تركتَ الصبا فقلت لها | لاَ بَلْ تَجَالَلْتُ والصِّبا لعِبُ |
وقد نهاني الإمامُ فانصرفت | نفسي له والإمام يُرتقبُ |
آليتُ يأبَى الصِّبَا وَأَتْبَعهُ | هَيْهَات بَيْنِي وبَيْنَهُ نَجَبُ |
فَاسْتَبْدِلِي أَوْ قِرِي، شَرَعْتُ إِلَى الْـ | حقِّ وبئس المطيَّة ُ النُّغبُ |
يا "سلمَ" إني امرؤٌ يوقَّرني | حلمي إذا القومُ في الخنا وثبوا |
وقد أتاني وعيد شرذمة ٍ | فيهم طماحٌ وما بهم صلبُ |
مَهْلاً بِغَيْري اعرُكُوا شَذَاتَكُمُ | لِلْحَرْبِ مِمَّنْ يَحُشُّهَا حَطَبُ |
قَدْ أذْعَرُ الْجِنَّ فِي مَسَارِحِهَا | قلبي مضيءٌ ومقولي ذربُ |
خصيبُ عدوانَ بعد شيلتهِ | والليثُ يخصى ويخدعُ الشببُ |
لاَ غَرْوَ إِلاَّ فَتَى الْعَشِيرَة ِ عَا | فَتْهُ الْمَنَايَا وَدُونَه أشَبُ |
بَاتَ يُغَنِّي والْموْتُ يطْلُبُهُ | والْمرْءُ يلْهُو وحَيْنُهُ كَثَبُ |
فالآن أسمحتُ للخطوبِ فلا | تَلْقَى فُؤادِي مِنْ حادِثٍ يجِبُ |
قلَّبنِي الدَّهْرُ فِي قَوالِبِهِ | وكلُّ شيء لكونهِ سببُ |