لله "سلمى " حبُّها ناصبُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لله "سلمى " حبُّها ناصبُ | وأنا لا زوْجٌ ولا خاطبُ |
لو كنتُ ذا أو ذاك يوم اللِّوى | أدَّى إليَّ الحلبَ الحالبُ |
أقولُ والعينُ بها عبرة ٌ | وباللِّسَانِ الْعَجَبُ الْعَاجِبُ |
يا ويلتي أحرزها " واهبٌ" | لا نالَ خيراً بعدها واهبُ |
سيقتْ إلى "الشَّام" وما ساقها | إلاَّ الشَّقا والقدرُ الجالبُ |
أصبحتُ قد راحَ العدى دونها | ورحتُ فرداً ليس لي صاحبُ |
لا أرْفَعُ الطرْف إِلَى زائرٍ | كأنَّني غضْبان أوْ عاتِبُ |
يا كاهن المصر لنا حاجة ٌ | فانظر لنا: هل سكني آيبُ |
قد شفَّني الشوقُ إلى وجهها | وشاقني المزهرُ والقاصبُ |
بَلْ ذَكَّرَتْني ريحُ رَيْحَانَة ٍ | ومدهنٌ جاء به عاقبُ |
مجلسُ لهو غاب حسادهُ | تَرْنُو إِلَيهِ الْغَادَة ُ الْكَاعبُ |
إِذْ نَحْنُ بالرَّوْحَاء نُسْقَى الْهَوَى | صِرْفاً وإِذْ يَغْبِطُنَا اللاَّعبُ |
وَقَدْ أرَى «سَلْمَى » لَنَا غَايَة ً | أيام يجري بيننا الآدبُ |
يأيُّها اللاَّئمُ في حبِّها | أمَا تَرَى أنِّي بهَا نَاصبُ |
«سَلْمَى » ثَقَالُ الرِّدْف مَهْضُومَة ٌ | يأبى سواها قلبي الخالبُ |
غنَّى بها الراكبُ في حسنها | ومثلها غنَّى به الرَّاكبُ |
ليست من الإنس وإن قلتها | جنِّيَّة ً قيلَ: الْفَتَى كَاذِبُ |
لاَ بلْ هيِ الشَّمْسُ أُتيحَتْ لَنَا، | وسواسُ همٍّ زعمَ الناسبُ |
لو خرجت للناس في عيدهم | صلى لها الأمرد والشائبُ |
تلكَ المنى لو ساعفت دارها | كانت "لعمرو" همَّهُ عازبُ |
أرَاجعٌ لي بَعْضَ مَا قَدْ مَضَى | بالميث أم هجرانها واجبُ |
قَدْ كُنْتُ لاَ ألْوي عَلَى خُلَّة ٍ | ضَنَّتْ وَلاَ يُحْزِنُنِي الذَّاهِبُ |
ثُمَّ تَبَدَّلْتُ عَلَى حُبِّهَا | يا عجبا ينقلبُ الذَّاهبُ |
وصاحبٍ ليسَ يصافي النَّدى | يَسُوسُ مُلْكاً وَلَهُ حَاجِبُ |
كالْمَأجَنِ الْمَسْتُورِ إِذْ زُرْتُهُ | فِي دَارِ مُلكٍ لَبْطُهَا رَاعِبُ |
ظَلَّ ينَاصِي بُخْلُهُ جُودَهُ | فِي حَاجَتِي أيُّهُمَا الْغَالِبُ |
أصْبَحَ عَبَّاساً لِزُوَّارِهِ | يبكي بوجه حزنهُ دائبُ |
لما رأيتُ البخل ريحانهُ | والْجُودُ مِنْ مَجْلِسِهِ غَائِبُ |
وَدَّعْتُهُ إِنّي امْرؤٌ حَازِمٌ | عَنْهُ وعَنْ أمْثَالِهِ نَاكِبُ |
أصفي خليلي ما دحا ظلهُ | ودَامَ لي مِنْ وُدِّهِ جَانِبُ |
لاَ أعْبُدُ الْمَالَ إِذَا جَاءنِي | حق أخٍ أو جاءني راغبُ |
وَلَسْتُ بالْحَاسِبِ بَذْلَ النَّدَى | إن البخيل الكاتبُ الحاسبُ |
كذاك يلقاني وربَّ امرئٍ | لَيْسَ لَهُ فَضْلٌ ولاَ طَالِبُ |