أعَاذِلَ إِن لوْمَكِ في تبَابِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعَاذِلَ إِن لوْمَكِ في تبَابِ | وإِنَّ الْمرْءَ يلْعبُ في الشَّباب |
أعاذلَ لا أسرّكِ في "سليمى " | ولا أعفيكِ منْ عجبِ التَّصابي |
أبى لي أنْ أفيق مشوِّقاتٌ | يُقَدْنَ إِلَيَّ كالْخيْل الْعِراب |
وشوْقي في الصَّباح إِلى «سُليْمى » | أتاني حبُّها من كلِّ باب |
وقالت: في الِّنساء ملفَّفاتٌ | يَضَعْنَ الْمَشْيَ في وَرَق الشَّبابِ |
فقل في حسرٍ ذمًّا وحمداً | ولا تغررك عينٌ في النِّقاب |
فملءُ العين قصرٌ قدْ تراهُ | جديدَ الْباب داخلُهُ خرابُ |
فقُلْتُ لها: دعي قلْبي «لسَلْمَى » | وقُولي في النِّساء ولا تُحابي |
لقدْ قَرَفَ الْوُشاة ُ علَى «سُلَيمى » | وقالوا في البُعاد وفي الصِّقاب |
فما صدروا بقرفهمُ "سليمى " | ولا أعْتبْتُهُمْ عمْد الْعِتاب |
إِذَا نَصَبُوا لَهَا ذبَّبْتُ عَنْهَا | ورُبَّتما أعنْتُ علَى الصَّواب |
فيا عجباً من الحبِّ المؤتِّي | وَحَسْبُك بالْغيُور من الْقِحَاب |
يُضيعُ نساءَهُ ويَظَلُّ يَحْمي | نساءَ الْعَالَمين من اللِّعاب |
وكمْ منْ مثْله نَصِبٍ مُعَنًّى | بلا ترة ٍ يطالبها مصاب |
ملأتُ فؤادهُ غيظاً وغمّاً | فَيَا ويْح الْمُحبِّ من الطِّلاب |
إذا ما شئتُ نغَّصني نعيمي | وأجْرى عَبْرَتي جرْيَ الْحَبَابِ |
غضابٌ يكْذُبون علَى «سُليْمى » | وهلْ تجدُ الصَّدوقَ من الغضابِ |
فقلتُ "لواقدٍ" و"ابني يزيدٍ" | وقد صدَعَا لقوْل «بني الْحُباب» |
وربِّ منى ً لقدْ كذبوا عليها | كما كذبَ الوشاة ُ على الغراب |
دعوا عوراً بمقلته ويغدو | صحيح الْمُقْلتيْن من الْمَعَاب |
فلاَ كان الْوُشاة ُ ولا الْغَيَارى | لَعَلَّ الْعيشَ يَصْفُوا للحِبَاب |