يا معهداً بك جيد العلم يزدان
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا معهداً بك جيد العلم يزدان | سقاك سار من الوسمي هتان |
ستين عاماً ونيفاً قد قطعت ولم | تبرح وانت على العرفان اعلان |
كفاك ان ثيوفيلا بناك كما | قد شاد هيكله قدماً سليمان |
بناك معجزة في الدهر خالدة | ينحط عن شأوها في الفخر غمدان |
امام فضل فكم ابقت صنائعه | ذكراً يردده بالحق لبنان |
وفوق رمس طواه كل شارقة | يتلى مدى الدهر انجيل وقرآن |
اضحى مزار بني لبنان قاطبة | يؤمه كل يوم منه ركبان |
وكم اتى من رئيس بعده يقظ | يرعاك في الدهر طرف منه يقظان |
كمثل ناش الذي في كل آونة | لنا على فعله المشكور برهان |
يا جنة من جنان العلم ناضرة | يزين روضاتها حورٌ وولدان |
للناشئين بها والناشئات حمى | من دونه منعةً رضوى وثهلان |
كم ناشئ منهم صادٍ وناشئةٍ | قد آب وهو بماء الفضل ريان |
في جنة الخلد رضوان وكل فتى | يأوي حدائقك الغناء رضوان |
لقد رعيت المنى دهراً وكم بسقت | في روضك الغض للآداب اغصان |
أخصبت بالعلم والاخلاق زاكية | فاخصبت بك الباب واذهان |
نشرت للفضل في لبنان الوية | فكم تفيأ منها الظل انسان |
فيك الاساتذة الغر الذين همو | بين الجهالة والعرفان فرقان |
ان ينظموا نظموا سحراً وان نثروا | فان منثورهم در ومرجان |
كم وادرٍ يحرك الفياض اصدره | وملء جنبيه ارشاد وعرفان |
ويا محجة اهل العلم كلهم | ما إن سواك لعين العلم انسان |
كفاك انك للساري منار هدى | وبدر تمك لا يعروه نقصان |
امامك البحر مرهوب الجلال ومن | امواجه لك تهيام وتحنان |
قد راح يرمق طوداً قد اقمت على | سامي الذرى منه شزراً وهو غير ان |
كانما انت عين الدهر باصرة | وناضر الشجر الملتف اجفان |
وفيك اضحت برمانا سماء علا | هيهات يرقى لها في الدهر كيوان |
اكرم بها بلداً يكسو منابتها | ارز نضير ونسرين وريحان |
صحت بها انفس من جهلها وبها | صحت من السقم ارواح وابدان |
والماء فيها من المنبوخ حين جرى | لم يبق من دوحها في الروض عطشان |
مصيفها خير مصطاف تحج له | من كل فج زرافات ووحدان |
كذاك معهدها السامي يقل له | بين المعاهد امثال واقران |
ما زال رمزاً على ان الخلود لما | قد شاده في الورى بر واحسان |