مات الكنار فموته أشجانا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مات الكنار فموته أشجانا | وتفطرت لفراقه احشانا |
فتكت يد الموت الزؤام به وقد | لان الحديد وقلبه ما لانا |
قد خانه طب ابن سينا وهو في | كل الحياة بعهده ما خانا |
ما كان احلاه واشجى صوته | في السمع لما ينشد الالحانا |
قد كان ما بين الطيور اميرها | واجلها قدراً واسمى شانا |
قد كان يهزأ بالطيور ولم يبل | بنسورها ويروع العقبانا |
كم كنت انظره طليقاً سابحاً | في الجو يملأ صوته الوديانا |
كم كان يطربني بكل عشية | تغريده ويبدد الاحزانا |
كم كان ينظم في الصباح قصيدة | أغدو بسحر بيانها نشوانا |
كم كان وهو على الاريكة جاثم | يجلو الصدى وينور الاذهانا |
ويد الجمال كسته ابهى حلة | باهى بها الياقوت والمرجانا |
لله عهد للكنار قضيته | بجواره متهللاً جذلانا |
لا تعجبوا يا اهل ودي ان تروا | في القلب بعد فراقه خفقانا |
فهو الذي قد كان يؤنس وحشتي | ويكون لي في خلوتي سلوانا |
يجلو على سلافة من صوته | تجلي الهموم وتطرد الاحزانا |
ولطالما عفت المطالب دونه | لم ارض بالدنيا له اثمانا |
كم من كنار بعدما نزل القضا | قد جاءنا متوجعاً ولهانا |
يبكي لفقد اخٍ عزيز كان في | الدنيا له ولسربه معوانا |
اكنار يوهي بعض ما حملتنا | بعد الفراق من الاسى ثهلانا |
سالت مدامعنا عليك دماً وقد | اضرمت طي صدورنا نيرانا |
يا حاملا نعي الكنار لنا اتئد | فلقد هززت بنعيه لبنانا |
وتركتنا حيناً نقلب راحة | اسفاً ونندب حظنا احيانا |
يا اهل لبنان الكبير له اجعلوا | ورد الخمائل والربى اكفانا |
وتسربلوا بردا الحداد له اسى | وادعوا رجال الدين والرهبانا |
وابنو الضريح له رفيعاً واقرأوا | ما فوقه الانجيل والقرآنا |
وله اقيموا في البلاد مناحة | وعلى الملاجئ وزعوا الاحسانا |
مات الكنار فيا لها من نكبة | يا ليت يوم فراقه ما كانا |
لولاه ما ابت الكرى عيني وما | اطلقت من نظم الرثاء لسانا |
لكن عجزت عن الرثا ولو انني | انصفت صغت من الرثا ديوانا |