بكيت عزيزاً كان نابغة العصر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بكيت عزيزاً كان نابغة العصر | وكانت به الايام طيبة النشر |
بكيت صديقاً لست اسلوه ساعة | بكل حياتي فالسلو اخو الغدر |
أأسلو وهل اسلو نجيب ابن مشرق | وقد كان عوناً لي على نوب الدهر |
نعاه لي الناعي فخلت حشاشتي | تذوب على شيء احر من الجمر |
قضى وهو يقضي واجباً عن بلاجه | لدى البطرك السامي عريضة ذي الطهر |
وقد كان مثل البحر اذ ذاك مده | على الناس يزجي غاليات من الدر |
اذا برياح الموت تحبس جريه | فيصبح بعد المد في قبضة الجزر |
وتخفت منه الصوت وهو مغرد | ومن دونه في الشد وشاديه القمري |
لذلك ضاق الحبر ذرعاً وجاده | بصيب رضوان كهامية القطر |
فبئس الليالي لا تزال صروفها | تحول عيش المرء حلواً الى مر |
لقد كان كالتوريد في وجنة العلا | وقد كان ملء العين في اللطف والبشر |
وقد نال بالتأييد منصب سؤدد | به كان في لبنان ممتثل الامر |
امام محاريب البيان ومن غدا | المبرز في المنثور منه وفي الشعر |
على شعره من ريق الزهر بهجة | ومن بابلي السحر رائعة السحر |
لقد سار في لبنان بالامس نعيه | فلم يبق فيه واحد باسم الثغر |
وحزناً عليه قد بكاه بارزه | وحق السما تبكي بانجمها الزهر |
لقد غاب عنا الانس مذ غاب بدره | وما حال سارٍ ليله فاقد البدر |
فهل يعلم القبر الذي ضم شخصه | بما ضم من مجد اثيل ومن فخر |
سابكي مدى عمري نجيب ابن مشرق | وان كنت لا ابكي نجيباً فما عذري |
فيا مهجتي ذوبي عليه صبابة | ويا مقلتي جودي بادمعك الغزر |
بني مشرق صبراً عليه وان يكن | به رزؤكم رزءاً يجل عن الصبر |
وان يك طي الرمس امسى فانه | مدى الدهر حي في مآثره الغر |