بالتقى والنهى بلغت مقاما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بالتقى والنهى بلغت مقاما | شأوه في الزمان ليس يسامى |
وبما خصك المهيمن فيه | من مزايا غر شأوت الاناما |
ما عجيب نيورك ان بك باهت | يوم فيها للروم صرت اماما |
فيها للعلاء شدت بناء | فوق اس المناقب الغر قاما |
حاكياً في العلو ايوان كسرى | مشبهاً في خلوده الاهراما |
كل صرح مهما استطال بناء | سوف يشكو تصدعا وانهداما |
غير صرح على الفضيلة يبنى | فهو يحكي شهب النجوم دواما |
ان يوماً ساموك انطون حبراً | فيه اسدى البشاشة الاياما |
حملت نشرة البشائر للشرق | فاربى على اريج الخزامى |
اطرب العالم الجديد وانساً | هز مصراً بشيره والشآما |
ومحيا الدنيا غدا وهو طلق | ثغره ما يفارق الابتساما |
انت حبر بل انت خير طبيب | كم من الدهر قد شفيت سقاما |
قد تسنمتها رئاسة دين | بك زادت مهابة واحتشاما |
واذا ما اضطلعت بالعبء منها | فلها كنت في المضاء حساما |
ولقد سستها سياسة حزم | فسمت فيك رتبة لن تراما |
مستمداً لها من الله عوناً | لك يوحي من قدسه الالهاما |
ولك السعد حيث كنت قريناً | ولديك الزمان اضحى غلاما |
نسخت آي علمك الجهل في الدهر | كما ينسخ الضياء الظلاما |
انت محيي روح الفضيلة فينا | وغياث العافي وغوث اليتامى |
كم فقير من جود كفك اثرى | ومرجٍ قد نال منك مراما |
يا رئيسا قد شد للفضل ازراً | واليه الزمان القى الزماما |
كان قدماً جبران جبران فرداً | ولئن جل في الانام مقاما |
وبما صغت من معانيه بالفصحى | اغتدى في الزمان جيشاً لهاما |
فلجبران كنت خير نصير | وبه للعلا رعيت الذماما |
واذا كان للبلاغة بدءاً | فلها كنت غايةً وخثاما |
واذا بل في البيان غليلاً | فلكم قد بللت منا اواما |
دمت تستعبد القلوب جميعاً | مسترقاً بلطفك الاقلاما |
ناشراً في الانام اسفار علم | راقياً ذروة له وسناما |