أخلصت حبي في سر وإعلان
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أخلصت حبي في سر وإعلان | وصغت مدحي من در ومرجان |
لمن له كل يوم الف مأثرة | يقوم منها عليها الف برهان |
للحبر عواد من ساد الورى شرفاً | وامتاز في علمه السامي بلبنان |
حبر تفرد في علم وفي عمل | وفي تقى ملء جنبيه وايمان |
المحكم الرأي من يرعى رعيته | بحكمة وبطرف منه يقظان |
طهر بضوع من فواح بردته | وجه الاديم باذيال واردان |
لا غرو ان انكر العذال ما بذلت | يمناه في الناس من بذل واحسان |
فان ذاكر جدواه امامهم | كمو قد الشمع في قاعات عميان |
هو الذي صرت في حبي له مثلاً | وفيه قد صرت عالي القدر والشأن |
هيهات ترجع نفسي عن محبته | وراحتي هي في الدنيا وريحاني |
هل اترك البحر دوني سائغاً غدقاً | وابتغى وشلا في قعر فنجان |
نظمت فيه عقود المدح غالية | وكل عقد بمعناه كديوان |
الناصر الدين في الدنيا ولا عجب | أليس عواد من اصناء سمعان |
قد فاخرت بيعة الله العلي به | كأن عواد فيها بطرس الثاني |
والابرشية فيه طاولت زحلاً | قدراً وقد هزأت فخراً بكيوان |
وكل مأثرة لا كل فاكهة | بها لمن يجتلي العرفان زوجان |
كم شاد من معهد فيها ومدرسة | وكم حباها بسارٍ منه هتان |
وكم بيوبيله السامي قد احتفلت | ذوو المقامات من قاص ومن دان |
وفيه لبناننا العالي باجمعه | مشى اليه بانجيل وقرآن |
ما كل صاحب تاج في الرعاة له | شأن وما كل مطران بمطران |
تأبى السيادة الا ان تصير الى | من كل ذا ادب سام وعرفان |
وكل من ساد في الدنيا بلا ادب | فلن يسود بها الا الى آن |
قد ابتنى امس في الاسبان منزلة | فانهار في غده ما قد بنى الباني |
وعنه قد ندا اخوان الصفا وقضى | شطر الحياة بلا صحب وخلان |
ان المآثر من علم ومن أدب | ابقى على الدهر من ملك ابن ساسان |
بني سليمان آثاراً وقد فنيت | وذكر امثاله ما كان بالفاني |
وبولس باياديه الجسام وفي | عرفانه ملك في جسم انسان |
مخلد الذكر ذو فضل يجف به | لطف المهيمن في سر واعلان |