الشعر يعلم أيها الشعراءُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
الشعر يعلم أيها الشعراءُ | في العصر انكمُ له الامراءُ |
لبنان ان يزه بكم فدمشق كم | باهت ومصر واختها الزوراء |
ولانتم مهما تناءت داركم | وتخالفت اديانكم خلصاء |
دين العروبة دينكم ولانتم | ابداً على عليائها امناء |
ان السياسة وهي اقليميةٌ | ما فرقتكم لا ولا الاهواء |
ولانتم مهما يكن ما بينكم | من ميزة وتفاوت نظراء |
عذراً اذا انا لم احط علماً بكم | او خانني في عهدكم احصاء |
فلانتم كالشهب منها طالع | ولربما ستر العظيم خفاء |
اني لاهوى الشاعرين تهزهم | ذكرى الجدود وعزةٌ واباء |
رقت عواطفهم فما بقلوبهم | بغض لانسان ولا شحناء |
صقلتهم الآداب صقل مهند | لكن لهم كرم الطباع مضاء |
انا في خليلهم المفدى مولعٌ | من في الكنانة بدره وضاءُ |
هو تلو شوقي في القريض وحافظٍ | وهمُ بحلبة سبقه اكفاء |
شعراءُ مصر كم مجلٍ منهمُ | في السبق قد عزت له النظراء |
وبشعر اخطلهم غدوت متيماً | وسكرت منه كانه الصهباء |
وعلى وداد حبيبهم انا ثابت | وبشعر شبلي لي شذا وطلاء |
وحليم دموس يزين قريضه | وبيانه الانشاد والالقاء |
وبشعر ابرهيم منذر روعة | وملاحة وطلاوةٌ ورواء |
وبخالدات للامين اخي الصفا | وامين نخلة لي يرق صفاء |
ونسيبنا عيسى المؤرخ ذو النهى | من لم يحط في وصفه الاطراء |
يكفيه ان الفوز كان لنجله | فوزي وشأو السبق والغلواء |
وكانما شعر الرياض مطارف | منه استعارت وشيها صنعاء |
ولقيصر المعلوف غر قصائد | طابت ومنها للنفوس غذاء |
ونجيبهم ما زال فيهم مشرقاً | ولئن طوته عنهم الغبراء |
وله بخالد شعره وبفضله | ان ادرك الجسم الفناء بقاء |
وليوسف الحج المفدى روعة | في شعره شهدت به الادباء |
وكذا حليم سعادة في طبه | الشافي وفي الشعر الطريف سواء |
في السمع يحلو شعره وبيانه | وبطبه لذوي السقام شفاء |
وكذاك سابا ناظم الدرر التي | كالماء فيها رقة وصفاء |
وكذا ابو شبكي بدر نظامه | تتنافس الشعراء والعلماء |
ونجيب اليان لنا في نظمه | من نظم احمد قد بدت سيماء |
ولنا بفارس فارس في شعره | عن شوطه قد ضاقت البيداء |
وبصور للشيخ البلاغي رتبة | في شعره وبيانه علياء |
ولكم تفوق في كلمب شاعر | وله الاداة غريزة وزكاء |
فيها ابو ماضي يغرد شادياً | فيروق سمع الدهر منه غناء |
والشاعر القروي در قريضه | ودت لو ازدانت به الحسناء |
والفذ فرحات بوارع نظمه | للشاعرين الروضة الغناء |
وشكيب رسلان سما بنظيه | ونثيره الانشاد والانشاء |
وخطيب لبنان فؤاد كم له | غرراً تفوق الدر وهو وضاء |
والزركلي والبزم ثم خليل مر | دم من بهم قد باهت الفيحاء |
وابن التقي اديب من في شعره | قد هامت الشعراء والادباء |
ولقلما من عامل من لم يجد | نظماً عليه رقة وبهاء |
عبد الحسين له بغر قريضه | وهو المجلي الرتبة القعساء |
والمحسن الحر الامين ومن له | في كل مكرمة يد بيضاء |
والعيلم الحسن الامين له به | وبكل فضل كم يرف لواء |
اما سليمان فما في ظاهر | من فضله وقريضه اخفاء |
عمرت قصائده ولولا ما بنى | للشعر فيها ما استطال بناء |
هو شاعر فذٌ له في شعره | شأوٌ تقصر دونه البلغاء |
وابن الرضى ذوب اللجين قريضه | وكأنما هو في الصفاء الماء |
وعليّ شمس الدين كم رويت بعذ | ب قريضه وهو الزلال ظماء |
وابو الرضى يكفيه نقد مسوسه | فضلاً وتبريزاً به حواء |
اما فتى الجبل الاغر فشعره | كالروض قد حفت به الانداء |
ولهاشم في الشعر روعة شاعر | ينجاب فيها الهم والبرحاء |
ولكم لموسى الزين من غرر بها | للركب ان مل المسير حداء |
اما الفتى عبد المسيح فشعره | كالصبح فيه تنجلي الظلماء |
وبكامل ان تزه عاملة فلا | عجب بان تزهى به صيداء |
ولكم ببنت جبيل حلق شاعر | وتجاوبت لقريضه النبغاء |
اما العراق فكم له من دولة | في الشعر وهي الدولة الغراء |
نداوته معمورة فيه وما | برحت وايكتها به خضراء |
ان رمت ان احصى نوابغهم به | اعياني التعداد والاحصاء |
جلى الشبيبيون فيه وعنهم | قد قصر الانداد والقرناء |
وعلي الشرقي ببارع شعره | يتنافس الفضلاء والادباء |
وكأنما الصافي له ابدت بما | اخفته من اسرارها الاشياء |
اما الرصافي فهو فيه بشدوه | ولئن اطال سكوته الورقاء |
ولكم بوارع للزهاوي لم يزل | في مسمع الدنيا له اصغاء |
بذ المعري في روائع شعره | وله عليه رفعة وعلاء |
وعلا بمرقص شعره حتى غدت | تنحط عن عليائه الجوزاء |
وكذلك البدوي نفح قريضه | العالي به تتأرج الارجاء |
شعراء هذا العصر انتم شهبه | وله سنى اشعاركم وسناء |
لولا بوارع شعركم لم تنقشع | عن جوه الضراء والغماء |
كلا ولم تنزل بقلبٍ سلوة | يوماً ولم يك في الخطوب عزاء |
بكم يداوي كل مجتمع اذا | فتكت به الاسقام والادواء |
ولانتم في كل عصر قدوة | ولاهله السفراء والحكماء |
ولئن تغب اعيانكم عن ناظري | فلأنتم في خاطري نزلاء |