ناحت فباحت في فروع البان
ناحت فباحت في فروع البان | عن لوعتي وعن جَوَى أحْزانِي |
بخيلة العينين بالدمع ولي | عين تجود بالنجيع القاني |
إذا دعت أجبتها بروعة | وُرقٌ تداعت في ذُرا الأغصانِ |
أحببت قوماً وإفراط الهوى ندم | |
وحسرتي أن الزمان غال من | كنت إذا دعوته لباني |
يزَيدُ هوى َ ليلَى رضَاها، وعتبُها | |
وللشَّوقِ منهَا، ما دعاها إجابة ٌ | |
هيَ اليومَ شَتَّى ، وهيَ أَمْسِ جَميعُ | |
وإنَّ مُروري، لا أكّلمُ أهله | |
وكم أضاعوا مواثيق الهوى ورعت | |
أسائقَهَا للبينِ وهوَ عَجُولُ | |
ألا قلما تصفو مع البين عيشة | |
حرمت ما كنت أرجو: من ودادهم | ما الرزق إلا الذي تجري به القسم |
هَوًى في عَفَافٍ لم تُدنِّسْهُ ريبة ُ | |
وما كل أسباب الغرام تقوده | |
كأن على أنيابها الخمر شابها | عن البلدِ النّائِي المخوفِ نَزِيعُ |
حملْنَ وُجُوهاً في الخدورِ أَعِزَّة ً | |
فَهُنَّ عَلَى جَوْر الغَرامِ وعَدْلِهِ | |
لبانة نفس مستمر عناؤها | |
بلغ أميري معين الدين مألكة ً | من نازح الدار لكن وده أمم |
مَلِلْتِ، فَمَا تُدُنِي إليك شَفَاعَة ٌ | |
أَهلَّة ُ بيدٍ، والأَهِلَّة ُ فَوْقَها | |
أَلاَ قَلَّما تصفُو مع البينِ عيشة ٌ | |
هل في القضية يا من فضل دولته | لِمَنْ طالعاتٌ في السَّرابِ أُفولُ |
أُقَلِّبُ في عِرفَانِها النّاظرَ القذِي | |
وأقنع منها بالخيال إذا سرى | كمَا شِيمُ مِنْ أعْلَى السُّحابة ِ بَارِق |
ويعجبني منها بزخرفها الكرى | |
فلم أرق ولم أفرق لبغيهم | |
لكن ثقاتك ما زالوا بغشهم | حتى استوت عندك الأنوار والظلم |
وما كلُّ أسبابِ الغَرامِ تقوده | |
والنقص في دينهم أو في عبارتهم | |
عياءٌ على مرِّ الليالِي دواؤها | |
ولم تمر بفكري خجلة الندم | |
يأوي إلى حسن عهد منك ما ابتذلا | |
وباكٍ بما جرَّ الفراقُ جَهُولُ | |
عذر فماذا جنى الأطفال والحرم | |
وقد تُعْرَفُ الآثارُ، وهي محُوُلُ | رضا عداً يسخط الرحمن فعلهم |
وفي الخِدرِ بدرٌ آفلٌ، لا يَريمُه | |
وتَرغُو، وفي طُولِ الرُّغاءِ غَلِيلُ | |
وما أنتِ يا ظمياءُ إلا بَرَاعَة ٌ | |
أخفوا من الغل ما أخفوه ثم علن | |
دعانَا الهوى َ واستوقَفَتْنَا المَعَارفُ | |
يزيدُ إذا هبَّ النَّسيمُ وَقُودُه | |
هل فيهم رجل يغني غناي إذا | |
لكن رأيك أدناهم وأبعدني | فليت أنا بقدر الحب نقتسم |
لما خلطت يقين الود بالشبه | |
ورَوْعَة َ شَوْقٍ للحشَا مُسْتَفِزّة ً | |
فهنَّ صَحيحاتُ النّواظر حولُ |