أيها الغافل كم هذا الهجوع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيها الغافل كم هذا الهجوع | أعلنَ الدَّاعِي، فهل أنت سَمِيعُ |
أنت عما هو آت غافل | وكأَنْ قد فاجأَ الخطبُ الفَظيعُ |
نحن فرْعٌ لأصولٍ ذَهبتْ | كم تُرى من بَعدها تبقى الفُروعُ |
وزروع للمنايا حصدت | بيديها قبلنا منا زروع |
بادر الخوف وقدم صالحاً | ما لِمَن مات إلى الدُّنيا رجُوعُ |
نحن سَفْرُ سارَمِنّا سلَفُ | وعلَى کثارِهم يَمضِي الجميعُ |
وإلى المورد ميعادهم | يلتقِي فيه بطى ّء وسريعُ |
أُمُّنَا الدُّنيَا رَقوبٌ، يستوِي | عندَها في الفقد كهلٌ ورضيعُ |
ما رأيْنَا ثاكلاً مِن قَبْلهَا | مالها في إثر مفقود دموع |
كلُّنَا منها، ومنَّا كلُّها | فهي لا تشبع أو نحن صريع |
بئست الأم رمت أولادها | برزَايَاها، ألا بئسَ الصّنيعُ |
ما هناهُم فوقَها نَومُهمُ | فهم فيها إلى الحشر هجوع |
أبداً تجفو علينا ولنا | نحوَهَا الدّهرَ حنينٌ ونزوعُ |
هي ليلى والورى أجمعهم | قيسها كل بها صب ولوع |
جِدَّ يا مطلوبُ، من جدَّ نَجَا | إنّ ذَا الطَّالِبَ مِدراكٌ تَبوعُ |
ليس ينجي الجحفل الجرار من | يده الطولى ولا الحصن المنيع |
يأخذُ السلطانَ ذَا الجمعِ، فَلا | يدفِعُ السلطانُ عنه، والجموعُ |
ليس يرعى حرمة الجار ولا | ينقذ الشاسع في البعد الشسوع |
ما مع السبعين تسويف فلا | يخدعنك الأمل الواهي الخدوع |
قد تحمَّلْتَ على ضعفِكَ من | ثِقْل أوزارِك ما لا تَستطيعُ |
وَتقصّت عنك أيّامُ الصِّبا | وعلى مفرقك الشّيبُ الشّنيعُ |
ثمّ أفضَتْ مدّة ُ الشّيبِ إلى | هرم يعقبه الموت الذريع |
صوَّحَ المرعَى ، فماذا تَرتجي | بعد ما صوح مرعاك المريع |
هل ترى إلا هشيماً ذاويا | تجتويه العين إن ولى الربيع |