من خلل الثلج الذي تنثّه السماء |
من خلل الضباب و المطر |
ألمح عينيك تشعّان بلا انتهاء |
شعاع كوكب يغيب ساعة السّحر |
و تقطران الدمع في سكون |
كأنّ أهدابها غصون |
تنطف بالندى مع الصباح في الشتاء |
من خلل الدّخان و المداخن الضخام |
تمجّ من مغار قابيل على الدروب و الشّجر |
ذرا من النجيع و الضّرام |
أسمع غيلان يناديك من الظلام |
من نومه اليتيم في خرائب الضجر |
سمعت كيف دق بابنا القدر |
فارتعشت على ارتجاف قرعة ضلوع |
ورقرت دموع |
فاختلس المسافر الوداع و انحدر |
** |
و قبلة بين فمي و خافقي تحار |
كأنها التائه في القفار |
كأنها الطائر إذ خرب عشه الرياح و المطر |
لم يحوها خد لغيلان و لا جبين |
ووجه غيلان الذي غاب عن المطار |
و أنت إذ وقفت في المدى تلوّحين |
** |
إقبال إن في دمي لوجهك انتظار |
و في يدي دم إليك شدّة الحنين |
ليتك تقبلين |
من خلل الثلج الذي تنثّه السماء |
من خلل الضباب و المطر . |