حُشاشةُ الوتر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَتَرِي ينـوءُ بلحنِـه الألـقُ | ويضوعُ من أعطافه العبـقُ |
لكنـه بالـحـزنِ متـشـحٌ | ثوب الأسى، ودموعه الشَّفـقُ |
والناي فـي أهدابـهِ شجـنٌ | سكبَ الجوى في حزنِه القلـقُ |
إيقاعه المجروح نزفُ شجـىً | ينسابُ ما في صدره رمـقُ |
. | |
والبحرُ ينزف حزنَهُ صـدفٌ | نَزْفَ الشُّجونِ يذيبهـا الأرقُ |
والصِّلُّ ينفثُ سمَّـه غضبـا | ونيوبـه بالمـوتِ تختـرقُ |
وأنا المسجـى فوق صهوتها | تبكي على آلامـهِ الطـرُقُ |
. | |
ويْلمُّهـا الأيـام تجرحُـنـي | بنصـالِ سطوتهـا وتستبـق |
وتدسُّ خنجرها بخاصرتـي | فيقهقـه الموتـورُ والنـزقُ |
وتعانـق الأفعـى أحبَّتـهـا | والذئب يحدو حلمَـه الشَّبَـقُ |
. | |
يا رنَّـة المزمـار إنَّ دمـي | يجري على وتري وينطلـقُ |
سيان عنـدي اليـوم أغنيـةٌ | تسمـو بحلتـهـا وتأتـلـق |
وحشاشـةٌ نزفـتْ قريحتهـا | في البيد بين الشوك تنزلـقُ |
فالنـاي يطربنـي ويذبحنـي | والبيـد تحضننـي فأحتـرقُ |
والنَّـخلُ يرفـعني ويخفضني | فمـتى سينـكرني ونفترقُ؟! |
أنا صرخة الصحراءِ يُطْلِقُهـا | الأثـلُ والأشْـواك والنَّبَـقُ |
وتـري تقَطَّر دمعُـه فسمـا | في روضة الألحـان يأتلـقُ |
يا رعشة القيثار فـي كبـدي | قلبي ينـوء بحزنـه الأفـقُ |
وضروع مهجته بكت كمـدا | وجراحها يسري بها النسـقُ |
يـا غابـةً آليـت أهجرهـا | منذ ابتدت بالزيـف تحتـرقُ |
أيـن الشـذا والـودُّ ينثـره | فوق الرؤى يحبو بها الغسقُ؟! |
والنَّخلُ - ملهوفا – يعانقهـا | والوردُ يمنحه النـدى الحبـقُ |
وَتَرِي ينـوءُ بدمعـه الألـقُ | وينـام فـي أعطافـه الأرقُ |
* | |
الأحد 21/9/2008 الموافق 21 رمضان 1429 |