فِئَتِي ألتَجِي إليه من الخَطْبِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فِئَتِي ألتَجِي إليه من الخَطْبِ، | ـب وذخري إن غال وفري غول |
بعلاهُ أسمُو، ومن فضلِ مانـ | ـوَّل أقِضى فَرضَ العُلاَ وأُنيلُ |
ملِكٌ يذكُر المواعيدَ والعهـ | ـد وينسيه فضله ما ينيل |
مُلكهُ ملكُ رحمة ٍ، وقضايَا | هُ بما جاءَنا به التَّنزيلُ |
أنت حليت بالمكارم أهل الـ | ـعصر حتى تعرف المجهول |
وعلا خامل وحامى جبان | ووفى غادر وجاد بخيل |
وحميتَ البلادَ بالسَّيفِ، فاستصـ | ـعبَ منهَا سهلٌ، وعزَّ ذليلُ |
وقسمت الفرنج بالغزو شطريـ | ـن فهذا عان وهذا قتيل |
والذَّي لم يَحِن بسيفِكَ مِن خَو | فك أمسى وعقله مخبول |
مثل الخوف بين عينيه جيشاً | لك في عُقرِ دارِه ما يزولُ |
فالربى عنده جيوش وموج الـ | ـبحرِ في كلِّ لُجة ٍ أسطولُ |
وإذا مَا أغفَى أقضَّ به المضـ | ـجع في الحلم سيفك المسلول |
فابق للمسلمين كهفاً وللإفـ | ـرنج حتفاص ما أعقب الجيل جيل |
بين مُلكٍ يدومُ ما دامت الدُّنيا | وحالٍ في الفضلِ ليست تَحولُ |
ثابت الدست في اعتلاء وجد | وعطاياكَ في البلادِ تَجولُ |
بَالغَ العبدُ في النّيابة ِ والتّحـ | ـريض وهو المفوه المقبول |
فرأى من عَزيمة ِ الغَزو ما كَا | دت له الأرض والجبال تميل |
وأجابته بالصليل سيوف | ظامئاتٌ، وبالصَّهيلِ خُيولُ |
ورأى َ النّقْعَ راكداً دون مجرى الشَّـ | ـمسِ، والأرضَ بالجيوشِ تَسيلُ |
كلُّ أرضٍ فيها من الأُسدِ جيشٌ | سائرٌ فوقَه من السُّمرِ غيلُ |
وإذا عاقت المقادير فللـ | ـلّهُ إذاً حسبُنَا، ونِعْم الوكيلُ |