ومن علقت بالصالح الملك كفه
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ومن علقت بالصالح الملك كفه | فَليس له دُونَ العُلاَ والغِنَى شَرْطُ |
ومن دُونِه، إن رابَ خطبٌ، ذوابلٌ | وبيض وجرد لا القتادة والخرط |
أبارَتْ جُدودِي مذ عَلِقتُ بحبلِه | وكان لها في خطب عَشوائِها له |
له نائل يسري إلى كل آمل | ”إذا جيرة ٌ سيموا النّوالَ فلم يُنطُوا“ |
على كل وجه نضرة من نواله | وفي كلِّ جيدٍ من صنائِعه قُرطْ |
وكم أمل جعد أتى اليأس دونه | تلقاه من إنعامه نائل سبط |
وكنتُ أرجِّى منه ما دونَه الغِنَى | إذا ما غَدا في كفِّه الرّفعُ والحطُّ |
فلما ورى زند المعالي بكفه | وقال نداه للوفود ألا حطوا |
نأَتْ بِي اللَّياليِ عنه، لكنَّ جُودَه | أتَاني، ولم يَحجِزُه نأيٌ ولا شَطُّ |
كذا الغيث يسري طالباً كل طالب | فكُّل له من فيضِ وابله قِسطُ |
وإنعامه كالشمس يغشى ضياؤها | لمن زَاغَ، أو حاذَاه من أفقها خَطُّ |
فأنزَرُ حَظِّى من مواهبه الغِنَى | وأيسرُ تخويلي العشيرة ُ والرَّهطُ |
حباني نفوساً لا نفيساً من اللهى | ونولني ما لم ينل ملك قط |
وماالنَّاسُ إلاَّ اڑلُ رُزِّيكَ؛ إنّهُم | هُم الَّذادة ُ الشُبَّانُ، والسّادة ُ الشُّمطُ |
بنو الحرب في يوم الوغى وبنو الندى | إذا ما بلادُ النّاس جرَّدها القحطُ |
إذا مَا احْتبْوا فالراسياتُ رجاحة ً | وإن ركبوا فالأسدُ هيجتْ، لها نَحطُ |
لهم جبلٌ، لا زعزعَ الخطبُ ركنَه | به تُؤْمَنُ الأحداثُ والميتَة ُ العَبْطُ |
أقرَّ الورَى أن ليس كُفئاً لمُلكِه | سواه فقد زال التنافس والغبط |
فلا زالت الأقدارُ تجرِي بأمرِه | وفي يدِه حَلُّ الممالكِ والَّربطُ |
هي البدر لكن الثريا لها قرط | ومِن أنجُمِ الجوزاءِ في نحرِها سمطُ |
مشَتْ، وعليهَا للغمامِ ظَلائِلٌ | تظل ومن نسج الربيع لها بسط |
تَؤُمُّ صريعاً في الرِّحَالِ كأَنَّه | من السقم والأيدي تقلبه خط |
فما اخضَرَّ تُربُ الأرضِ إلا لأَنَّها | عليه إذا زارت بأقدامها تخطو |
ولا طابَ نشرُ الروضِ إلا لأَنَّه | يصدُّ كما صدَّت، ويعطُو، كما تَعطُو |
من البيضِ مثلَ الصُّبحِ، ما للظَّلامِ في | محاسنها لولا ذوائبها قسط |
إلى العَربِ الأمحَاض يعزَى قبِيلُها | وقد ضمها في الحسن مع يوسف سبط |
ولما غدت كالعاج زين صدرها | بِحُقَّين منه، قد أجادهما الخَرطُ |
وأرسل فوق الخد صدغ مكلل | كما انساب في الرّوضاتِ حيّاتُها الرُّقطُ |
ذوائب زار الخصر منهن فاحم | تَحَدَّرَ، لا جَعدُ الَّنباتِ، ولا سَبطُ |
ينافي سنا الكافور إن مشطت به | ويُخفي سوادَ المِسك، فهو لهَا و |
لمَّا نأت عنَّا على كلِّ حَالة ٍ | تساوى الرضا والسخط والقرب والشحط |
فأذكرنا ذاك البعاد معاشراً | نأوا فكأنا ما لقيناهم قط |
وألقَوْا، وقد شطُّوا، فؤادَ مُحِّبهم | إلى بحر شوق ما للجته شط |
وليس تشق السفن أمواجه ولا | بساحلهِ للعيِس رفعٌ ولا حطُّ |
أأحبَابَنا بالشَّام، عفتُم جوارَنا | فجاوركم في أرضها الخوف والقحط |
وما كان بعد النيل والنيل زاخراً | بمصر ليغنى عنكم ذلك الخط |
وقد عشتم فيها زماناً فما اعترى | رضاكم بها لولا تخوفكم سخط |
وكنتم لنا دون الأقارب أسرة ً | ونحن لكم من دون رهطكم رهط |
وإنا أُناسٌ، ليس يَبرحُ جَارُنا | يحكَّمُ في الأُموالِ منَّا، فيشْتَطُّ |
ويمتاحنا زوارنا فكأنما | غدا لهم شرط علينا ولا شرط |
ويُصبِحُ بَسطُ الكفِّ بالمَالِ عندنا | وكلُّ مليكٍ عندَه القبضُ والبسطُ |
وتخرق شرق الأرض والغرب خيلنا | عليهَا الشَّبابُ المردُ، والجلَّة ُ الشُّمطُ |
وظلماء للشهب الدراري إذا سرت | هناك مع السارين في جنحها خبط |
كما أوَّلُ الفَجرينِ سَقطٌ يُسلُّ من | حشّاها، كذاك البرقُ في جوِّها سَقْطُ |
سللنا بها بيض السيوف فلاح في | شبَابِ الدُّجى ، لمَّا بدَا لمعها، وخطُ |
سيوف لها في كل درع وجنة | إذا ما اعتلَتْ قَدٌّ، أو اعترضت قَطُّ |
ذَخَرْنَا سُطاهَا للفَرنج؛ لأنَّها | بهم دون أهل الأرض أجدر أن تسطو |
لهُمِ قِسطُهم في الحَرِبِ منها، وما لهَا | عليهم لدى الهيجاء عدل ولا قسط |
وقد كاتبوا في الصلح لكن جوابهم | بحضرتنا ما ينبت الخط لا الخط |
سطور خيول لا تغب ديارهم | لها بالمَواضِي والقَنَا الشَّكلُ والنَّقطُ |
وحرب لها الأرواح زاهقة لما | تعاين والأصوات من دهش لغط |
إذا أرسلتْ فَرعاً من النقْعِ فاحِما | أثيثاً فأسنان الرماح لها مشط |
كأن القنا فيها أنامل حاسب | أجد بها في السرعة الجمع واللقط |
رددنا بها ابن الفنش عنا وإنما | يُثَبِّتُه في سَرجه الشَّدُّ والربْطُ |
فقولُوا لنورِ الدّين: ليس لجَائِف الجِرَ | احاتِ إلاّ الكيُّ في الطّبِّ والبَطُّ |
وحسم أصول الداء أولى لعاقل | لبيبٍ، إذا استولَى على المُدنفِ الخلطُ |
فَدعْ عنكَ ميلاً للفَرنج وهُدنَة ً | بها أبداً يُخطِى سواهم، ولم يُخْطُوا |
تَأمَّلْ، فكَم شرطٍ شرطتَ عليهمُ | قديماً، وكم غَدْرٍ به نُقِضَ الشَّرطُ |
وشَمِّر، فإنّا قد أَعنَّا بكلِّ مَا | سألتَ، وجَهِّزنا الجيوش، ولن يُبطُوا |
ودُونَكَ، مجَدَ الدّينِ، عذراءَ، زفَّها | إليك الوفاء المحض والكرم السبط |
هديا تهادى بين حسن وفائنا | وإنعامنا ذا التاج زان وذا القرط |
على أنها تشتط إن هي ساجلت | أجيرة َ قلبي، إن تَدانوا وإن شطُّوا |