كأنّ النساءْ خرجن من الماءْ |
وفاطمةٌ وحدها خرجتْ من بَرَدْ |
كأنّ ذوائبها الشهب |
إن لم تعدْ إلى بيتنا، لن يعود أحدْ |
أو |
كأن مساءَ الثلاثاء مرَّ |
ولم يتفرّسْ في راحتيه نهار الأحدْ |
يقول له أن ما بيننا |
يوم اثنين مسترسلٌ في بياض نَهَدْ |
ذوى فيه نعناع ظلِّ وأغمض جفنيه حتى الأبد. |
... |
قيل إن الذين أتوا بعد يومين من دفنها |
وجدوا في المكان |
قمراً نابتاً خلف حنّائها |
قمراً من حنان |
ويداً نصف مسترخيه |
سحب الله من خضبها خيطَ دمْ |
فنما شجرٌ أخضرٌ |
اسمُهُ فاطمهْ. |
... |
تمتمات المعزّين في آخر البيت أهدأ من كل شيءْ |
ومن أي شيء تذكره ولدٌ شاف ضحكتَها - َنفْس ضحكِتْها - |
في صباح مطير |
ولدٌ ويتيم |
قام من نومه باكراً وأعدَّ - وحيداً - فطورَ الأحد |
ثم أخرج من كتبه صورة رطبة لا مرأهْ |
تَفَرَّسَ فيها قليلاً |
بكى |
ثم قرّر أنْ يتنازل عن درسه اليوم ؛ يبحث في وحشةِ |
البيت عن ضحكة حية |
هربت خلسة |
من كتاب الصُور |
ولدٌ ويتيم |
أمّه فاطمه |
وتحب المطر |
ولدٌ آخرٌ اسمه خالدٌ |
قال ليوم الثلاثاءِ وهو يلُمَ حكاياه قبل السفرْ |
قال أسرارَهُ ومضى واعداً أمَّه : |
لن أكون يتيماً هنا ورافقَها في السفر |
نهارٌ.. |
بصيف خفيضْ |
شجرٌ أبيضٌ يعصبُ الرأس متكيءُ فوق منحدرٍ ضيِّقٍ.. |
"شيلة ودعت وجْهَ سيّدةِ العائلة |
... |
حديد يفارق أشكاله |
خيطُ دمٍ نزَّ من عَرَبهْ |
حديدٌ هوى من علٍ ثم فارق أشكاله.. |
وتجمَّع خيطُ دمٍ سال من لعبة قاتله. |
هل كان أحمد ينوي الذهاب بعيداً عن الحلم - تاركاً سره العاطفيّ معي |
نحو حضن فلاه |
وهل كان أحمد إلا ندىً يتساقط في وردنا |
ويحبّ الحياه |
ترى.. |
أي شيء قرأ |
وأي فتاةٍ |
نهضتْ من ملامحه ذاهلهْ |
... |
المعزّون لم يرحلوا فدخَلْتْ.. |
وحين جلستُ إلى المائدهْ |
كانت هناك توزّع نبض يديها على كل صحن |
وحين أكلتْ لم أجد طعمها في الإناء |
فتركت المكانْ |
فالتفّ حولي سربُ قطا جاءَ من شجر العائلهْ. |
... |
أي شيء لعاشقها تركت فاطمه |
شرشفاً نسيته على نومه |
أم شذىً حائلي |
هي يا ناسُ أملحُنا |
يدللّها الأهلُ، يعطون أسماءها للحمام |
لم أكن ابنها وحدَها |
ولكنني ابن كلّ النساء اللواتي يشبهنها |
وهي أمّي القريبةُ من بينهنّ. |
قيل إن الذين أتوا بعد يومين من دفنها في المكان رأوا مشطها الخشبيّ... |
مكسوراً، أساورها ضائعه |
وأن الشهادة كانت هناك |
على شرفة الركعة الرابعهْ |
مرّت العرباتْ |
نهضت فاطمهْ |
من صلاة المكان |
وطئت عربه من حديدٍ يلزّ |
أساورَ فاطمةَ الضائعهْ |