طلاقـُكِ هذا يزفُّ الغياب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غدت منـّي مطلقة ً نـَوَارُ ... الفرزدق | . | طلاقـُكِ هذا | يزفُّ حضوري لأنثى الغيابِ | وإن لم يكنْ عـُرسُها أبيضُ | وإن أيقنَ الناسُ حفلَ السرابِ | فها أنذا اليومَ أنهضُ | من حـُلـُمي أنهـَضُ ! | . | طلاقـُكِ هذا | يؤجـِّـلُ قافية ً تشتـَهيكِ | ويفرِغـُني حينَ يسرِقُ | ما بِيْ / | فلا شيءَ دوني هنا يحتويكِ | ولا شيءَ دونكِ يُملي قِرابي | . | طلاقـُكِ هذا | رجوعُكِ للدربِ حيثُ | انتهى . | وحيثُ انتحلتُ مكاناً لآخـَرْ | وذاكَ الذي بيننا | يشتهى | ليسَ إلا الذي كانَ | في الأمسِ آزرْ | . | طلاقـُكِ هذا | البطيء شجونْ | يمزّقني حيثُ أبدو مِزَقْ | فيهجرني العطرُ / عطركِ | كاليانَسونْ ، إذا لم يفـُحْ | كيفَ يدعى الذي | في الخوابي عـَرَقْ ! | . | طلاقـُكِ هذا | على النفسِ صعبٌ | طلاقـُكِ هذا | فراقٌ أكيدْ | وكنت وحبـّي مع | الناسِ حَربٌ | دخلتُ لأخرُجَ | منها الشهيدْ | . | طلاقـُكِ هذا | استفزَّ الذهولْ | ليبكي الذي أغدقتْ | أدمُعه ... | ولا شيء يجدُرُ | غيرَ الكحولْ | لينسى الذي فيهما | يوجعُه ... | . | طلاقـُكِ هذا | وداعٌ لذاتي | وداعُ الكمنجةِ | للأغنياتْ | لأستقبلَ الآنَ | حبرَ الدواةِ | أجسـِّدُ طيفكِ | والذكرياتْ | . | طلاقـُكِ هذا | طلاقٌ تأخـّرْ | وحبـّكِ هذا الكثيفُ | رذاذ ْ | إذا اشتعلَ الحبُّ | فيَّ تبخـّرْ | وكانَ لهُ البعدُ عنّي | ملاذ ْ | . | طلاقـُكِ هذا | كـَرَفِّ السنونو | يحلـِّقُ بينَ سمائي | وأرضي | فهل لذّة الحبِّ | أنـّي أكونُ | كفاصِلةٍ بينَ بعضي | وبعضي ؟! | . | طلاقـُكِ هذا | صراخُ المقابِرِ فيَّ | تـَعـَمـّدْ | بماءِ المحبـَّةِ والنـّايُ | يشدو | أتوا بالجنازةِ لي يا | مُحمـّدْ | ولم يأنس الموت | جسمكَ | بـَعـْدُ ! | . | طلاقـُكِ هذا | الذي لا أصدِّقُ | مثلَ حَكايا الثوابِ / | العقابْ | ليسلبني العَدلُ | حيثُ سأخلقُ | ذاكَ بنورٍ وذا من | ترابْ | . | طلاقـُكِ هذا | القديمُ / الجديدْ | الذي من أقاصي | الكلامِ يطلُّ | كباعوضةِ الصيفِ | تهمِسُ / يا ذا العنيد | الذي لا يملُّ ...! | . | طلاقـُكِ هذا | التصاقُ المتيّمْ / | بمرآتِهِ / الروحُ / | أنتِ / الغيابُ | يُهيئ ُفوقَ رياحِ | المسافاتِ سرجاً | طلاقـُكِ هذا | مناجاة مريَمْ | لو كانَ لي رغمَ | أنفِ التوحُّدِ | لو كانَ زوجاً ... | |