فَيا أخَا العزِم يَطوِي البيدَ مُنصَلِتاً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فَيا أخَا العزِم يَطوِي البيدَ مُنصَلِتاً | في سيره عن مسير العاصفات وحى |
قل للمهذب في فضل وفي خلق | وللبليغِ، إذا مَا جدَّ أو مَزَحَا |
من ينثُرُ الدُّرَّ في نَثرِ الكتابَة ِ إنشَـ | ـاء وينظمه في النظم إن مدحا |
من لفَظُه تُسِكِرُ الصَّاحِي فَصاحَتُه | ولو وعى فضله ذو سكرة لصحا |
أتتكَ مُغرِبَة الأنباءِ مُعرِبَة ً | عن مُخلِصٍ، إن دنَا في الوُدّ، أو نَزَحَا |
فاسمَعْ، فَلا زِلتَ للخيراتِ مُستمِعاً | أْعجُوبة ً مثلُها في الكُتُبِ ما شُرِحَا |
مولاي إن سد عني باب أنعمه | ولم يزَل للوَرَى بالفضْلِ مُنْفَتِحا |
ولمَ يَجُدْ لي بطَرفٍ من مواهِبه | وكم حَبانِي، وكم أسْنَى لي المِنَحَا |
فجُودُه السَّكبُ إن أكْدَتْ مخَايِلُه | يوماً فكم سح بالنعمى وكم سفحا |
وكم له من يد عندي تزيد على | ما سامه الأمل المشتط واقترحا |
أقلُّ ما نِلتُ من جَدْوَى يديه غنًى | ما ساءني بعده من ضن أو سمحا |
لقد غَنِيتُ به عنه، كما غَنِي الغـ | ـديرُ بالسُّحبِ عنْها، بعد ما طَفَحَا |
لكن بقلبيَ همٌّ زاد سورَتَه | وهْمٌ إذا قلتُ يخبوُ زَندُهُ قَدحَا |
أظَنَّ بي العجزَ في الحربِ العَوانِ، وهَل | لها سواي من الأبطال قطب رحى |
فقل له جدد الله البقاء له | ما شَقَّ جَيبَ الدُّجَى صُبحٌ وما وَضَحَا: |
كم قد بَعثْتُ إلى عَلياكَ من أَمَلٍ | أنلتنيه وكم من مطلب نجحا |
وأنت من لو حبا الدنيا بأجمعها | لم يرُضِه ما حَبَا منها وما مَنَحَا |
وما سَلِمتَ فذنبُ الدَّهر معتَفَرٌ | وصرفه ما جنى جرماً ولا اجترحا |