صباح الخير أيتها الوظيفة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
في سجن الوظيفة | انعتقت أصابعي من جرّار المكتب | لأنها حزمة من الضوء | أمّا عيناي | فقد ضَفرتُ من أهدابهما حبلا ً | لأصعدَ إلى النجوم | كلما نظرتُ إلى الأضابير | صرختُ هنا مقبرة جماعيّة | لا تسألني عن مشاريعي | فالبنادق التي عبّأتُها بالطيور | أطلقتِ البيضَ على النجوم | وصبغتِ الشمسَ باللون الأصفر | * * * | في سجن الوظيفة | أتنقلُ بدراجتي الهوائيّة بين الأضابير | باحثا ً عن ثوار لم يلوّثهم ورق الكربون | ثوار بقياثيرَ ، وملابس ممزّقة | يطيرون مستعينين بالأهداب التي هي أجنحتهم | أوطانهم في الأعاصير | وبيوتهم في حقائب السفر | لا يعرفون السراديب | لأنهم ولدوا على الأرصفة | * * * | الموظفون فقدوا النطق | بعد أن ذبحوا ألسنتهم على منضدة الكتابة | أنا أتحدّثُ بأصابعي | كأنّي أعزف على قيثار | الإنسان لا يُحبس كالفراشة في المتاحف | ولا يُدفن كالمومياء في هرم | ما دام له فم عليه أن يغنّي | ألأنفاس التي يكبتها | تتحوّل في مقلتيه إلى إعصار | وعندما يبكي | تتحوّل دموعه إلى فوانيس | علمُوهُ أن يغتصبَ الرضابَ عندما لا يجدُ ماءا ً | * * * | أيها الوزير | أنت معي في قطار الحالمين | كلانا يغتسل بالمطر | متخذا ًالغيمة صابونة | ألفرقُ بيننا أنني أطفوا | بينما تغطس أنت إلى القاع | فقد ألقيتُ نفسي عاريا إلى الماء | بينما أنتَ كالبصلة | تلبسُ عشرينَ معطفا ً | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ليث الصندوق) .